العدد 19 – أغسطس/آب 2023

215 |

القوة والمســاس بسيادة دولة أخرى، وبالنتيجة فهو يعطي الشعب الفلسطيني حماية واضحة، وينظر إلى التصرفات الحصرية لسلطات االحتالل على أنها غير مشروعة، من ذلك االستيطان وهدم المنازل، واإلعدامات بال محاكمة أو التعسفية خارج نطاق القضاء. ب – حقوق اإلنسان يجعل ميثاق األمم المتحدة حقوق اإلنسان ضمن مقاصد المنظمة، وهذا يؤكد العالقة بين الميثاق والقانون الدولي اإلنساني وقانون حقوق اإلنسان اللذين يحظران جرائم الحرب مثل قتل أسرى الحرب أو المدنيين المعتقلين في أوضاع النزاعات المسلحة تمامًا مثلما هي عليه الحال في زمن الســلم. وفي هذا النطاق يوجد مجال للميثاق لتكملة القانون الدولي اإلنساني وقانون حقوق اإلنسان، وبخاصة فيما يتعلق بحقوق السكان المدنيين في األراضي الفلسطينية المحتلة. من الميثاق نصًّا صريحًا يتعلق بحقوق اإلنسان، وال 3 من الفقرة 1 وتضمنت المادة يوجد أي تناقض بين وضعها في زمن السلم وفي زمن االحتالل. ومن ناحية أخرى، فإن تكرار مصطلح حقوق اإلنســان ســبع مرات في الميثاق، كان الهدف منه تأكيد قابلية تنفيذها في جميع الحاالت، ومنها حالة الشــعب الفلســطيني في ظل الوضع السائد، ومنع انتهاكها في مختلف الظروف ومنها حاالت االحتالل. لــم يحــاول الميثاق تعريف حقوق اإلنســان، وإنما عالجها علــى أنها حقوق قابلة للتطبيق في أوضاع الســلم كما في حاالت االحتالل، وعدها أحد مقاصد المنظمة العالمية التي تعمل على تحقيقها دون أي نوع من أنواع التمييز، مثل التمييز بســبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي السياسي، أو االجتماعي، أو الثروة، أو األصل القومي، أو المولد، أو أي وضع آخر. وتجــدر اإلشــارة إلى أن صمــت الميثاق عــن المفهوم، القصد منه اإلفســاح في المجــال للفقــه لتحديدها وتحليل أنواعها في مواجهة دولة االحتالل، بما يعني أنها تشــمل الحقوق المدنية والسياسية، والحق في الحياة، ومنع التعذيب والمعاملة غير اإلنســانية، وحق المدنيين في البقاء والتنقل داخل األراضي المحتلة، وهذا من شأنه توطيد العالقة بين القانون الدولي اإلنســاني وقانون حقوق اإلنســان األوســع نطاقًا

Made with FlippingBook Online newsletter