241 |
مقدمة ، بعد عشــرين ســنة من 2003 أثار صدور كتاب عن الغزو األميركي للعراق ســنة األحداث، التساؤل عن قيمته المعرفية وسط الكم الهائل من التحليالت لقرار الغزو ونتائجه على الواليات األميركية ومنطقة الشرق األوسط والعالم كذلك. لكن المؤرخ األميركي، مِلْفين بول ليفلر، بموســوعيته المعهودة يفكك في كتاب صدر له مؤخرًا ) غزو العراق وتحليل صناعة القرار الذي كان وراءه. 1 ( " مواجهة صدام حسين " بعنوان لقد شكَّلت الحرب على العراق موضوع بحث مكثف لباحثين من تخصصات شتى تناولوها من جوانب مختلفة، بين معارض ومؤيد ومتفهم للغزو. لكن الكتاب الذي بيــن أيدينا اآلن يكتســب أهمية كبيــرة نظرًا لمكانة مؤلفــه المعرفية. وأيضًا لطرحه الجديد عن المســؤولية في هذه الحرب وكذلك إرجاع إخفاقات رئاسة بوش االبن إلى اإلفراط في الخوف والقوة والغطرســة من جهة، والتفريط في الحذر من جهة أخرى. ) في كتابه التحليلي هذا، ألول 2 يقدم أســتاذ التاريخ في جامعة فيرجينيا األميركية( )، عرضًا مفص ًل لعملية اتخاذ قرار الغزو 3 غزو أميركي في القرن الحادي والعشرين( من طرف إدارة الرئيس بوش االبن، وكذلك نتائجها على الصعيد المحلي والعالمي. وهذا في حد ذاته يُعد مسألة إيجابية من الناحية األكاديمية؛ ألن الباحث في موضوع العــراق من وجهة نظر أميركية يواجَه دائمًا بســرية الملفــات التي لم تُرفَع كليًّا عن )، إال ما تســمح به اللياقة السياســية من 4 المســألة العراقية في الواليات األميركية( خالل تصريحات بعض المســؤولين في إدارة بوش االبن، ســواء أكان للصحافة أم في مذكراتهم. الشيء الذي يجعل كتابة التاريخ صعبة إلى حد كبير. )، قرار خوض الحرب من طرف القيادة الرئاســية 5 حلَّل الكتاب، في عشــرة فصول( األميركية، وما حتمه من احتكاك بيروقراطي، متشنج في بعض األحيان، بين الوكاالت ، National Security Council المعنيــة باألمــر، الممثلة في مجلس األمن القومــي Secretary ووزارة الخارجية Department of Defense ومــن أهمها وزارة الدفــاع ...إلــخ. وقد اعتمد Central Intelligence Agency ووكالــة المخابــرات of State
Made with FlippingBook Online newsletter