243 |
)، عن مرونة كبيرة في التعامل مع 1982 - 1914 للرئيس السابق، أحمد حسن البكر ( األوضاع السياســية الداخلية واإلقليمية. فأحيانًــا كان يدعم الوحدة العربية، وأحيانًا ال؛ ومرة يدعم االقتصاد االشــتراكي، وأخرى القطاع الخاص؛ وإذا كان نظام البعث قد اتســم بالعلمانية، فإن صدام حســين كان مســتعدًّا في كثير من األحيان لتسخير ). كما أن عالقاته مع دول المعسكرين الشرقي 9 الرمزية الدينية دعمًا وتعزيزًا لحكمه( والغربــي لم تكــن مبنية على أيديولوجيا معينة وثابتة، بــل هي أيضًا كانت خاضعة لحســابات تحديث العراق بعد الطفرة النفطية ابتداء من أواســط السبعينات. فتعامل مع البرازيل لبناء الســكك الحديدية، ومع الفرنســيين لبناء المصانع وللتسليح، ومع بلجيكا لتصميم مصانع الفوســفات، ومع ألمانيا الغربية واليابان ويوغوسالفيا لتبادل التكنولوجيا الجديدة. لكن يبقى االتحاد السوفيتي أكبر شريك لصدام حسين، الذي وقَّع معه معاهدة صداقة تنص على تعاون يشــمل الميادين السياســية والعســكرية .) 10 واالقتصادية والعلمية( من جهة أخرى، لم تمنع البراغماتية صدام حسين من ارتكابه خطأ الدخول في حرب ؛ إذ " تخطيط عسكري ناقص وأهداف إستراتيجية غامضة " سنوات، بـ 8 مدمرة دامت يقول ليفلر: إن صدام حسين لم يتوقع رد فعل الخميني بمواصلة الحرب في أرض .) 11 المعركة، وفي الجبهة العراقية كذلك، بمساندته شيعة العراق( بعد الحرب بســنتين احتل صدام حســين الكويت. جدير بالذكر أن ليفلر يعيد كتابة هــذا الفصل من تاريخ المنطقة ومســؤولية الواليات المتحــدة فيه. والحادث الذي يهمنا هنا هو المقابلة الشــهيرة التي جرت بين الرئيس العراقي والســفيرة األميركية ، قبل الغزو، والتي أثــارت لغطًا كثيرًا April Glaspie فــي بغــداد، إبريل غالســبي حــول دور الواليات األميركية في هذا الغــزو، وهل أعطت بالفعل الضوء األخضر ). يؤكد ليفلر أن غالسبي لم تعط الرئيس العراقي 12 لصدام حسين الحتالل الكويت( .) 13 ( " لكنها لم تقل إن الواليات المتحدة ســتتدخل لمنع ذلك " الضــوء األخضر، وكان عالم السياســة األميركي الشــهير، جون ميرشايمر، قد كتب في مقال عن تلك ربما لم تكن الواليات المتحدة تنوي إعطاء العراق الضوء األخضر، لكن " المقابلــة .) 14 ( " هذا ما فعلته وهكذا رسم المؤرخ األميركي صورة قاتمة لشخصية الرئيس العراقي السابق؛ ففض ًل
Made with FlippingBook Online newsletter