العدد 19 – أغسطس/آب 2023

| 246

هذه الناحية. لكن السواد األعظم من المحيطين بالرئيس كانوا يعتقدون العكس. لقد كانت المخاوف كبيرة، ولم يفت ليفلر أن يحمِّل صدام حسين قسطًا من المسؤولية، لم يفعل الكثير لتهدئة مخاوف األميركيين أو تهدئة مشاعر صانعي السياسة في " ألنه .) 31 ( " الواليات المتحدة وفــي المقابل، أغفــل المؤرخ األميركي التطرق إلى ادعاءات البيت األبيض بشــأن )، التي بنى عليها المحافظون الجدد موقفهم 32 امتالك العراق أسلحة الدمار الشامل( لغزو العراق. بل يعزوها إلى الخوف الكبير الذي كان يشعر به صنَّاع القرار في إدارة بوش االبن من عراق صدام حســين وإمكانية تشــكيله خطرًا على مصالح الواليات المتحدة وحلفائها. . قارر غزو العارق بين التوافقات السياسية الداخلية واالختالل الوظيفي اإلداري 2 بعد انهيار حكومة طالبان في أفغانستان وإخالء جهاديي تنظيم القاعدة لمعسكراتهم ، أصبح غزو العراق مسألة وقت 2001 التدريبية هناك في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني فحســب. ويمكن النظر إلى وزير الدفاع، دونالد رامســفيلد، ورئيس القيادة المركزية Tommy )، الجنرال تومي فرانكس USCENTCOM للواليات المتحــدة األميركية ( ، على أنهما رجُال تلك المرحلة المتحمسان للغزو، زيادة على ديك تشيني. Franks ويســرد ليفلر في صفحات طويلة اجتماعاتهما المتتالية والحوارات التي كانت تدور بين هذين المســؤولين بشــأن كيفية الهجوم على العراق، مع االســتفادة من دروس عقوبات " ). بينما لم يكن كولن باول متحمسًــا للحرب، وكان يفضل 33 أفغانســتان( تحد من اســتيراد العراق لقدرات عســكرية، وذلك قصد إضعافه على المدى " ذكية البعيد. في حين كان بول وولفويتز يريد تسليح المعارضة العراقية، وفرض منطقة آمنة في جنوب العراق الذي يهيمن عليه الشــيعة، واالعتراف بحكومة مؤقتة في مناطق .) 34 خارج سيطرة النظام العراقي( إن االختالف في الرأي بين مســؤولين أميركيين رفيعي المســتوى في مســألة تهم قرار اســتعمال القوة العســكرية األميركية ضد دولة أخرى تعد مســألة طبيعية في أدبيات السياسة الخارجية األميركية. ففي الحرب ضد أفغانستان، تمكن المسؤولون المعنيون بقرار الحرب من توحيد صفوفهم داخل مجلس األمن القومي بشأن ضرورة

Made with FlippingBook Online newsletter