العدد 19 – أغسطس/آب 2023

| 248

السياســية أبعد مما يُعد مناســبًا، نظرًا لخبراتهم السابقة ومبادئهم الحالية أو وجهات .) 37 ( " نظرهم وبالفعل، هذان التعريفان يصدقان على شــخصية بوش الذي لم يكن كثير االهتمام بالسياســة الخارجية، كما ظهر من تصريحاته في الحملة االنتخابية، وحتى في فترة رئاسته؛ فقد ظهر جهله بمجريات األحداث الخارجية، وأسماء بعض الرؤساء والدول. وهو يقرأ مجريات األحداث وفق مبادئه وأيديولوجية أســرته اليمينية المحافظة؛ مما دفع أحد الدارسين لعملية اتخاد القرار في السياسة الخارجية األميركية إلى القول عن غالبًا ما يستخدم المقارنات والصور النمطية لفهم المعلومات " جورج بوش االبن: إنه ). بصيغة أخرى، كل المعلومات التي كانت تصل إلى مكتب جورج بوش 38 ( " ونقلها االبن عن صدام حســين، كان يفهمها انطالقًــا من مرتكزاته الفكرية واأليديولوجية، معاديًا للثقافة األميركية، " شريرًا " فأسفر ذلك عن صورة لصدام حسين تُظهره شخصًا كما جرى على لسان جورج بوش نفسه وسبق ذكره. إن هذا التنميط الذي ترتكز إليه بعض القرارات الرئاســية على مســتوى السياســة الخارجية األميركية ليس باألمر الجديد ولم تتفرد به إدارة جورج بوش االبن وحدها. Ronald Reagan فعلى سبيل المثال ال الحصر، تعاملت إدارة الرئيس رونالد ريغان ) بالمنطق نفسه، عندما قررت 2011 - 1942 ) مع العقيد معمر القذافي ( 2004 -( 1911 أبريل/نيسان 15 - 14 توجيه الضربة الجوية إلى مدينتي طرابلس وبنغازي الليبيتين في . El Dorado Canyon ، والتي عرفت بعملية 1986 لقد انشغلت إدارة ريغان بقضية اإلرهاب؛ إذ تحولت األولويات من حقوق اإلنسان في السابقة لها، إلى مكافحة اإلرهاب باعتبارها Jimmy Carter زمن حكومة جيمي كارتر المحــرك التوجيهي للسياســة الخارجية األميركية زمن رونالــد ريغان. كما أضحى )، وفقًا 39 ( " سرطانًا يجب التخلص منه " في نظر اإلدارة األميركية 1981 القذافي منذ )، وزير الخارجية 2010 - Alexander Haig ( 1924 لتعبيــر الجنرال ألكســندر هيــغ آنذاك؛ ألن القائد الليبي كان يدعم اإلرهاب، حسب اإلدارة األميركية. وبالنهج نفسه الذي سيسلكه بوش االبن بعد ذلك، فإن إدارة ريغان خاضت تجربة محاربة اإلرهاب ال حدود بين إرهابيي األلوية الحمراء " على الصعيد الدولي، وقد قال هيج نفسه: إنه

Made with FlippingBook Online newsletter