| 46
لقد ناقش العديد من الدراســات الحركات االجتماعية والشــعبوية من خالل نظرية الفرصة السياسية، إال أن الفرصة السياسية وفرت عدة عوامل تساعد في فهم الحركات االجتماعية، وهي على مســتويين: العوامل التي تتعلق بالدولة نفســها، بمعنى درجة ) التي تخلق للحركات االجتماعية الفرصة للوصول إلى النظام openness االنفتــاح ( ) الذي يمنعها من ذلك. أما closedness السياســي أو تحقيق أهدافها، أو االنغالق ( المستوى الثاني فهو العوامل المرتبطة بالحركات نفسها، مثل األيديولوجيا والعالقات مع النخب األخرى والتحالفات مع الفاعلين اآلخرين، مع دراســة العالقة بين هذه العوامل والنظام السياسي بالطبع. تفترض الدراسة أن جدوى االستفادة من نظرية الفرصة السياسية متأثر بإعادة ترتيب دراســة عوامل النظرية وفق شــكل النظام السياســي، فأشــكال الحكم الديمقراطي المعاصرة تشــير إلى تداخل بين الجهات الفاعلة كالحركات االجتماعية والشــعبوية والسياســية والمجتمع المدني مع الدولة؛ حيث تصبح هذه الجهات جزءًا ال يتجزأ من المؤسســات السياســية مــن خالل العالقات غير الرســمية وأحيانًــا العالقات الرسمية أيضًا. لذلك، فإن التركيز على الفرص السياسية التي تأتي من جانب الدولة ومؤسساتها فحسب سيفوِّت الفرصة لدراسة العالقات بين الفاعلين والتحوالت التي طرأت عليهم. فالفرص السياســية في األنظمة الديمقراطية أكثر اســتقرارًا. وبالتالي فإن إعطاء األولوية لدراســة الحركات االجتماعية والشــعبوية والسياســة واألنشطة االحتجاجية يكون أكثر جدوى لفهم هذه الحركات، ومن العوامل المتعلقة بالحركات والتي يمكن دراستها في هذه الحالة: األيديولوجيا، والعالقة مع النخب، والعالقة مع األحزاب والحركات األخرى، وقد تناولت نظرية الفرصة السياسية كافة هذه الجوانب في حين أنه في األنظمة السلطوية تكون الفرص السياسية المتعلقة بالنظام أكثر تقلبًا؛ ، يؤثر بشــكل حاســم ومركزي على أشكال الحركات " نوافذ الفرص " ففتح وإغالق وخياراتها وأهدافها وتحوالتها بكافة أشكالها. وبالتالي، فإن البحث سيعتمد منهجية ثنائية التشــعب لدراســة تأثير الفرصة السياسية على الحركات الشعبوية؛ حيث سيتم إعطاء األولوية للعامل األكثر تأثيرًا على الشــعبوية في األنظمة السلطوية مثل انفتاح وانغالق الفرص السياســية المتعلقة بالنظام السياســي نفســه، في حين ستتم دراسة العوامل المتعلقة بالشعبوية نفسها في األنظمة الديمقراطية مثل األيديولوجيا والعالقة
Made with FlippingBook Online newsletter