العدد 19 – أغسطس/آب 2023

| 58

االحتجاجات التي اندلعت ضد األنظمة الســلطوية ذات الفرص السياســية المغلقة، ، وفي ألمانيا الشــرقية وتشيكوســلوفاكيا 2011 في بعض المناطق العربية منذ العام )، فقد رأت بورتا أن ما يتشــابه بين 53 خالل الفترة االنتقالية في أواخر الثمانينات( هذه االحتجاجات هو النضال ضد النخب الفاســدة، باعتبارها المحتكرة للســلطة، والمتسببة في إغالق الفرص السياسية أمام الحركات االجتماعية األخرى، مع اختالف )؛ حيث تتشابه الشعبوية بين األنظمة 54 لهذه الحركات( " نحن " التعبير عن الذات و الديمقراطية والسلطوية بأنها تقدم نفسها على أنها مناهضة للنخبة. درس جان مولر العديد من تجارب الشعبوية في أميركا الالتينية وروسيا، ووقف على ثالث إســتراتيجيات مركزية للشــعبوية في تلك البلدان، سواء أكانت في الحكم، أو محاوالت اختطاف " في إطار مواجهة انعدام الفرص السياسية، واإلستراتيجيات هي: ). ففي تلك التجارب قدَّم الشعبويون 55 ( " جهاز الدولة والفســاد والزبائنية الجماعية أنفســهم على أنهم مناهضون للنخبوية، وبمجرد وصولهم إلى الســلطة، استمروا في . " النخبة الفاسدة " و " األشخاص النقيين " استغالل االنقسام بين يُعاد إنتاج العالقة بين الشعبوية واأليديولوجيا في األنظمة السلطوية وخاصة الشعبوية اليسارية؛ فتتحول من أيديولوجية خفيفة أو ضامرة أليديولوجية ثقيلة وادعاؤها لتمثيل الطيف المجتمعي بأكمله؛ مما يسهم في تعزيز االنقسام الهوياتي، ويقدم مولر أمثلة الحرب " تشــير إلى ذلك؛ منها: هوغو شافيز ونيكوالس مادورو اللذان حشدا حجة التي شنَّها اإلمبرياليون لتبرير الفوضى في فنزويال. وقد كرست الشعبوية " االقتصادية ، واالنخراط في الفساد " استعمار الدولة " في أميركا الالتينية وروسيا شك ًل من أشكال .) 56 والمحسوبية، والقضاء على المجتمع المدني( واجهت األحزاب اليســارية الشــعبوية انغالق مؤسســات الدولة أمامها من خالل Organic ) النموذج العضوي ( Roberts Kenneth إستراتيجية سماها كينيث روبرتس ( ). وهي اتباع الشعبوية أسلوبًا مختلطًا؛ حيث تشارك في السياسة االنتخابية 57 () Model المُتاحة والمنافســة على المواقع، وفي نفس الوقت تشــارك في مســاومات خالفية Herbert غير مؤسســية في الســعي لتحقيق أهدافها. وقد جادل هربرت كيتشــيلت ( ) بــأن الحركة االشــتراكية في بوليفيا كانت لديها أشــكال بديلة للتنظيم Kitschelt السياسي. فقد رفضت مأسسة الحركة كحزب بحجة أنها قد تؤخر التغيير السياسي؛

Made with FlippingBook Online newsletter