العدد 19 – أغسطس/آب 2023

| 60

عن الحركات االجتماعية في اســتجابتها للفرصة والتحوالت السياســية، فالحركات االجتماعية نفســها وفي نفس السياق السياســي تختلف أيضًا في استجابتها للفرصة السياســية وكيفيــة تعاملها معها، بناء على عدة عوامــل كاأليديولوجيا والتحالفات. وهناك عوامل تخص كل نوع من الحركات االجتماعية والشعبوية تؤثر على مساراتها. إن أحد األهداف المركزية للحركات االجتماعية والشعبوية هو التأثير على مؤسسات الدولة إما بالنضال أو الدخول فيها. ويعتمــد مدى تهديد الشــعبوية للديمقراطية على كيفية تفاعل النظام السياســي مع الشعبوية. إما بإغالق المنافذ عليها، وإما باحتوائها أو التأثير عليها ودمقرطتها. وإما أن يعتبرها النظام السياسي فرصة لتصحيح بعض أخطائه وأبرزها كسر احتكار بعض النخب للسلطة والثروة، وتصالح الليبرالية مع الحقوق االجتماعية والهوية والثقافة. من القضايا التي تشترك فيها األنظمة السلطوية والديمقراطية والتي تمكِّن من صعود الشــعبوية: فقدان النخب الحاكمة قدرتها على تشــكيل هوية جمعية، واالنخراط في تحقيق مصالحها؛ مما يوفر فرصة للجمهور غير المسيس لتشكيل هوية جمعية مناقضة للحكم. فعدم وجود إطار موثوق به في مواجهة التحديات سيمكِّن من تكوين سريع لهوية جماعية بين مئات اآلالف من المواطنين غير المسيسين، وهذا يوفر بيئة خصبة للشعبوية. الم ارجع (1) Jan-Werner Müller, What Is Populism? (US: University of Pennsylvania Press, 2016), 88. (2) David A. Snow et al. (eds.), The Blackwell Companion to Social Movements, )Oxford: Blackwell Publishing, 2004), 6. (3) Craig Calhoun, The question of class struggle: Social foundations of popular radicalism during the Industrial Revolution, (Chicago: University of Chicago Press, 1982):7, 19. (4) Kent Redding, “Failed Populism: Movement-Party Disjuncture in North Carolina, 1890 to 1900,” American Sociological Review 57, no. 3 (1992): 340.

Made with FlippingBook Online newsletter