| 72
) . أما في التجربة 6 ( " ؛ فقد منع األحزاب وألغى البرلمان " أبي األمة " أضحى يلقب بـ الكولومبية فقد تميز جايتان، الذي كان عضوًا في الجناح اليساري للحزب الليبرالي، بخطابه األخالقي؛ إذ استطاع أن يثير مشاعر االشمئزاز لدى الشعب، الذي اختزله في ، وقد ظل " لست واحدًا، أنا الشعب " ذاته لمَّا فاه بعبارته الشــهيرة في أحد خطاباته: قبل االنتخابات 1948 . اغتيل جايتان سنة " الشــعب أســمى من قادته " يردد دائمًا أن ) وفي األرجنتين، انتُخب بيرون رئيسًا للبالد 7 الرئاسية التي كان مرشحًا للفوز بها.( ، مسنودًا باتجاه شعبي، وما يتمتع به من شخصية كاريزمية ومَلَكة خطابية، 1946 سنة اخترت الضعاف؛ ألنني انتهيت إلى أن الضعاف هم من يستطيعون أن " فهو القائل: " .) 8 ينقذوا الضعاف( بناء على ما سبق، يتضح أن الشعبوية ليست بالحركة التي تهيمن عليها النخبة؛ ألنها انبثقت من تجمع يضم أطيافًا وأعراقًا متعددة هدفها مقاومة الحيف الذي كان يمارَس ضدها، ومن ثم تعد الشــعبوية ظاهرة معقدة. واألصل في إدخال الشــعبوية في خانة الظواهر يرتبط بانفصالها عن أنماط الحكم السائدة في العالم، الديمقراطية والسلطوية، فهي ليست نمطًا في الحكم بقدر ما هي نزوة في الخطاب لها أركانها وتُصرف عبر الممارسة السياسية؛ إذ يمكن توظيفها سواء أكانت في األنظمة الديمقراطية أم األنظمة السلطوية. لقد شــجع على ظهور الشــعبوية تفاعل النظرية السياسية مع األزمات التي تنتج عن التطبيق والممارسة. ويمكن القول إن الشعبوية التي نتحدث عنها ليست سوى حصيلة التطور الذي عرفته األنظمة الديمقراطية من خالل الظواهر السياســية التي تشــكلت داخلها (األحزاب السياســية، األيديولوجيات، البرامج السياسية)، إذ الشعبوية جاءت ثمرة للتحوالت السياســية المهمة التي مست الفرد والمجتمع، وبداية انفصال الفرد المنتج أو المجتمع المدني عن الحكومة السياسية والدولة. على هذا األساس ترتبط الشعبوية بالفكرة التي تقول: إن السيادة السياسية تنتمي إلى تستلزم أربع سمات " الشــعب، والتي ينبغي أن يمارســها بعيدًا عن المؤسســات؛ إذ أساســية، هي: قدرة الشــعب على تشــكيل أغلبية سياســية، والزعم بطبيعة الشعب المتجانســة وتساميه، ثم خضوعه لألشــخاص بدل المؤسسات، وأخيرًا اإليمان بأنه ) 9 (. " يحظى بالحق األخالقي
Made with FlippingBook Online newsletter