AFAQ 46

حديقة آفاق

حديقة آفاق

اختارها لكم: الدكتور قيصر كباش

أمان الطفولة

من دوحة الشعر

في كل عــام ، كان أهل الطفل "مارتــان" يصطحبانه في القطار إلى الريف ، حيث تســكن جدتــه ليقضي عطلة الصيف هناك، يتكانه ويعودان في اليوم التالي إلى المدينة . في إحدى السنوات قال لهما: أصبحت كبيراً الآن ...ماذا لو ذهبت لوحدي الى جدتي هذا العام؟ وافق الأهل بعد نقاش قصير. ، وهــا هم في اليوم المحدد يقفون جميعاً على رصيف المحطة ، الأبوان يكرران بعض الوصايا عــ ابنهم ...وهو يتأفف ...لقد ســمعت ذلك منكما ألف مرة! وقبل أن ينطلق القطار بلحظة، اقتب منه والده وهمس في أذنه: ( خذ، هذا لك اذا ما شعرت بالخوف او بالمرض) ، ووضع شيئا بجيب طفله . جلسالطفل وحيدا في القطار دون أهله ، للمرة الأولى، يشاهد تتابع المناظر الطبيعية من النافذة ، ويســمع ضجة الناس الغرباء تعلو حوله، يخرجــون ويدخلون الى مقصورته... حتى مراقب القطار تعجب ، ووجّه له الأســئلة حول كونه دون مرافقة. كما أن امرأة رمقته بنظرة حزينة.. فارتبــك "مارتان" وشــعر بأنــه ليس على مــا يرام. يحكى أن فلاحــاً كان يزرع الذرة في حقله وكان يزرع بــذوراً ذات جودة عاليــة وحاز على عدة جوائــز متتابعة لأفضل محصــول من الذرة في حب الخير

كيـــفَ تَغـــدُو إِذا غَـــدَوتَ عَليـــ تَتَوَقّـــى قَبـــلَ الرحيـــلِ الرَحيـــ مَـــن يَظُـــنّ الحَيَـــاةَ عِـــبءً ثَقيـــ كُـــن جَميـــً تَـــرَ الوجـــودَ جَميـــ

ٌأيّهـــا الشـــاكِي وَمـــا بِـــكَ داء َّ الجُنـــاةِ في الأرضِ نَفـــس ٌإن ٌهُـــو عـــبءٌ عـــ الحيـــاةِ ثقيـــل أيّهـــا الشـــاكي وَمـــا بِـــكَ داء

ِتضحية الأم

وبــدأ الخوف يتســلل إلى قلبه ، فتقوقعضمن كرســيه واغرورقت عيناه بالدموع. في تلــك اللحظة تذكر همس أبيه وأنه دسّ شــيئا ما في جيبه لمثل هذه اللحظة. فتّش في جيبــه بيد مرتجفة فعثر على ورقــة صغيرة ، فتحها: (يا ولدي، أنا في المقصورة الأخيرة من القطار) . كذلــك هي الحياة، نطلق أجنحــة أولادنا، نعطيهم الثقة بأنفســهم، ولكننا يجب ان نكون دائمــا متواجدين في المقصورة الأخيرة طيلــة وجودنا على قيد الحياة ، مصدر شعور بالأمان..لهم * من الأدب الفرنسي البلد، فتجمع لديه قدر كبير من الجوائز والأوسمة لدرجة أثارت فضول بعض الصحفيين، فقرر احدهم الذهاب إلى مزرعة هذا الفلاح لإجراء مقابلة معه‏وقد أراد الصحفي أن يعرفسر النجاح المتواصل لهذا الفلاح. نجاحه المتواصل قائلا كل في المقابلة اعتف الفلاح بــ ذلك يرجع إلى أنني كنت أشرك جيراني وأعطيهم من بذور الذرة التي كانــت تنال الجوائز والأوســمة ليزرعوها في حقولهم !! ‏وعندها ســأله الصحفي كيف يمكنــك أن تشرك جيرانك في أفضل البذور التي تملكهــا وأنت تعلم أنهم داخلون في منافسة معك كل عام للفوز بأفضل محصول؟ أجاب قائلا وماذا في ذلك ، سيدي ؟ ألم تعلم أن الرياح تنقل لقاحات الذرة الناضجة من حقل الى حقل؟ "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" ... هذا أصل عظيم في محبة الخير للناسوالنصح لهم ومعاملتهم ٌكمعاملة النفس

قد يكون الكثير منكم شــاهد هذه الصورة وحــزن لحال هذه الظبية صاحبة العنفــوان والكبرياء كما نقرأ في عينيها الشــاخصة بتمعن لشيء ما تبحث عنــه لكن القليل يعرف التفاصيل. إليكم قصة الصــورة التي أحزنت الكثير من الناس. تعتبرهذه الصورة واحدة من أحزن الصور في الســنوات الأخيرة لأنها أدخلت صاحبها (المصور) في عالم الشهرة و في حالة اكتئاب أيضاً. القصة تقــول: إن هذين الفهدين هاجما الغزالة في وقت كانت تلعب فيه مع ولديها الصغيرين. وأن الغزالــة كان أمامها فرصة للهــرب وكانت المســافة والنجاة بحياتها في صالحها ولكنها قررت أن تســلم نفســها للفهود بهذا الشكل. لماذا؟؟ لكي تعطــي فرصــة لصغارها

بكل ثبات لتتأكد أن صغارها هربوا بسلام قبل أن يتم افتاسهم. "الأم هي الشخصالوحيد في العالم التــي يمكن أن تضحــي بحياتها لأجلك دون مقابل"

بالهــرب... لأنها لو هربت هي أولا لن يكون هناك متســع من الوقت لهروب صغارها. الصــورة هــي آخر لحظــة للم وحنجرتها في فم الفهود وهي تنظر

59

58

46 - العدد 2021 أبريل

46 - العدد 2021 أبريل

Made with FlippingBook - Online Brochure Maker