. وفي نفس الاتجاه تم التمييز بين علمانية حازمة وعلمانية سلبية؛ ((( في اختيار عقيدته» «حيث تتطلب العلمانية الحازمة من الدولة أن تؤدي دورًا حازمًا إزاء استبعاد الدين من المحيط العام وحصره في نطاق المحيط الخاص، في حين تتطلب العلمانية السلبية أن يكون الدور الذي تؤديه الدولة دورًا سلبيّا يفسح المجال أمام فكرة ظهور الدين على المســتوى العام، ومن هنا هي عبارة عن عقيدة شــاملة، بينما تعطي العلمانية الســلبية . ((( الأفضلية للموقف الحيادي حيال تلك العقائد» بناء على ما ســبق، يمكن أن نوازي بيــن نوعين من العلمانية، الصلبة الحازمة، والرخوة الســلبية، على أســاس أن النوع الأول تميز بالتشدد والتطرف تجاه الدين في حين يتميز النوع الثاني بنوع من الحياد والمرونة. ويمكن أن نمثل للنوع الأول بنموذج لائكية الدولة الفرنسية التي تعرّف نفسها بأنها «جمهورية علمانية ديمقراطية غير قابلة للتقســيم»، وقد فصلت كليّا بين الكنيســة والدولة، وجعلت كل الكنائس ســواء أمام القانون الفرنسي، ومنعتها من التدخل في تنظيم مؤسسات الدولة أو تسييرها. ورغم أن دستور الدولة يكفل حرية المعتقد إلا أن الرموز الدينية ممنوع تداولها داخل المجتمع، وذلــك في إطار عــدم المفاضلة بين الأديان (رفض الحجاب في المدارس نموذجًا). كما شــكّلت العلمانية الحازمة في المكســيك «الأيديولوجية المهيمنة على الرغم من ؛ ((( الاعتراضــات التي أبداها المحافظون الذين ينادون برؤية أكثر عمومية إزاء الدين» فقد أوقفت دعمها المادي للكنائس، كما منعت تدخلها في مؤسسات الدولة. أما نموذج العلمانية الرخوة أو الســلبية فتمثله هولندا والهند وبلجيكا وإنجلترا والنمســا...وغيرها من الدول التي تميزت بعلاقة غير متوترة مع الدين حيث اعترفت فــي قوانينها بالكنائس، واحترمت الممارســة الدينية في المجال العام، ولم تتخذ أي إجراءات عدائية ضد أي دين؛ فرغم «المناقشــات التي ثارت مؤخرًا بشأن المهاجرين المســلمين تقدم هولندا (مث ً) نموذجًا مســتقرّا للعلاقة بين الدولة والدين يســتوعب . ((( الجماعات الدينية كافة على اختلافها» . 283 المرجع السابق،ص ((( ت كورو، أحمد، العلمانية وسياسات الدولة تجاه الدين: الولايات المتحدة-فرنسا-تركيا، ترجمة ((( . 33 م)،ص 2012 ندى السيد، الطبعة الأولى، (بيروت، الشبكة العربية للأبحاث والنشر،
34 المرجع السابق،ص ((( 34 المرجع السابق،ص (((
14
Made with FlippingBook Online newsletter