. فالدولة -وفق هذه الرؤية- تُبنى على مقاصد ((( التغير والتنوع والقابلية لأكثر من وجه الدين ومبادئه المتمثلة في العدل والمســاواة والشــورى، واحترام كرامة الإنسان، ولا تتأسس على الشكل الخارجي. وما دامت المبادئ والمقاصد هي المعتبرة وهي المعوّل عليها، فلا يهم الاســم الذي يوصف به الحكم -حسب أحمد الريسوني- حتى لو كان اسم «الدولة الحديثة»، فكل الأسماء مقبولة، ما دام الحكم يراعي مقاصد الدين، «سواء تمت باسم الخلافة، أو الإمارة، أو باســم الديموقراطية، أو باســم الجمهورية، أو باسم الدولة الحديثة أو الدولة المدنية...، السؤال عن المضمون والمحتوى والصبغة والأثر، وليس لذلك اسم . الأمر نفســه أكده ســعد الدين العثماني ((( محدد ولا نمط مقدس ولا شــكلٌ ثابت» عندما أقرّ بأن نظام الخلافة لا يعد نظامًا سياسيّا محددًا، بل هو مجرد تجربة سياسية تاريخية، وليست نموذجًا يقاس عليه، لأن مصطلحاته السياسية ليست جزءًا من الشرع، مما يفتح الباب واســعًا أمام الإبداع، والاســتفادة من التجربة البشــرية، وهو أمر يليق . ((( بدين الإسلام الذي يمتنع أن يفرض نمطًا واحدًا جامدًا للدولة وللممارسة السياسية تعبّر مواقف حركة «التوحيد والإصلاح» إذن عن انفتاح هذا التيار السياسي على أنماط جديدة من الحكم، دون الاقتصار على نموذج معين، سواء تمثل هذا النموذج في الخلافة أو غيرها. بل أمر الحكم في رأي منظّريها خاضع للاجتهاد البشري، لأن نموذج الخلافة نفسه يعد -حسب هذه الحركة- ابن بيئته، مرتبطًا بالظروف التاريخية التي نشأ فيها، متأثرًا بالتجارب السياسية المعاصرة له. لهــذا، يلاحظ ســعد الدين العثماني على الخطاب الإســ مي تأثــره بالتجربة السياسية التاريخية للمسلمين على المستويين النظري والتطبيقي والمتمثلة في -تجربة الخلافة-، في حين شهدت البشرية تطورات هائلة في مناهج المعرفة ومقارباتها، وفي ، (القاهرة، دار الكلمة للنشر 3 الريسوني، أحمد، الفكر الإسلامي وقضايانا السياسية المعاصرة، الطبعة ((( . 17 16 )،صص- 2014 والتوزيع، استمارة بحث ميداني حول موضوع «تمثلات الإسلاميين للدولة الحديثة»أجراها الباحث مع أحمد ((( . 2015 - 7 - 12 الريسوني، عضو حركة التوحيد والإصلاح، عبر البريد الإليكتروني بتاريخ العثماني، سعد الدين، الدولة المدنية في ظل مقاصد الشريعة: الخلافة نظام إسلامي شرعي أم تجربة ((( سبتمبر/أيلول 15 م،( تاريخ الدخول 2014 أكتوبر 17 تاريخية، حركة التوحيد والإصلاح، الأربعاء / آراء-وتحليلات/دراسات-وأبحاث، http :// alislah . ma ) 2015
26
Made with FlippingBook Online newsletter