وقابليته لمحاكاة نماذج أخرى، كنموذج الدولة الحديثة، إلا أنه مشــروط بالتعبير عن «التوجهات والمبادئ التي يؤمن بها المجتمع، وأن يرتكز نظامه القانوني على الأسس التي يختارها أبناؤه. وبالنســبة للمجتمع المسلم فهي دولة مسلمين، وقد يختارون أن تكون دولة مدنية بمرجعية إسلامية. وهي دولة قد تختلف من قُطر إسلامي أو مجتمع إسلامي لآخر، ما دام البناء بشريّا، واختيار تمثل الدولة بمقتضيات المرجعية الإسلامية . ((( اختيار شعبي وفق اجتهادات فقهية أو فكرية لا يخفى تعددها في الأمة الإسلامية» فالمهم بالنســبة لمنظّري حركة «التوحيد والإصلاح»، هو التوافق مع المرجعية الإســ مية للمجتمع، ولا يهم الشــكل، أو الإطار السياســي الذي يســتوعب هذه المرجعية، ولو كان كيان الدولة الحديثة، فالقيم الإســ مية لا محيد عنها في الدولة الحلم؛ دولة «تجمع إلى قيم الإســ م، مكتســبات الفكر السياسي العالمي فيما يتعلق . ((( بضبط العلاقة بين الحاكم والمحكوم والتوزيع المتوازن للسلط وتحقيق رقابة الأمة» إنها دولة-أمة بشــكل من الأشــكال حسب محمد جبرون، فهي دولة حديثة إسلامية، وليســت دولة حديثة علمانية، فالدولة المنشــودة ليست دولة الخلافة، بالمعنى الذي يحيــل إلى تجربة الراشــدين، وليســت دولة عصبيــة (دولة ســلطانية) تذكرنا بدول العصبيات والأســر المســتبدة، وليست دولة الشــريعة، همها الأساس تطبيق الأحكام الشــرعية وحل «الأزمة الجنائية»، بل هي الدولة التي «تشــبه جيلها من حيث الشكل والمؤسســات والأساليب، إنها باختصار تطبيق من بين تطبيقات ممكنة للدولة-الأمة، التي تسود العالم من أقصاه إلى أقصاه. والفرق الأساس الذي يفصلها عن غيرها من ؛ ((( النماذج والتطبيقات هو أخذها بعين الاعتبار رســالة الإسلام الأخلاقية والإنسانية» الأمر الذي يطبع هذه الدولة المنشــودة بخصوصية مميزة -حســب جبرون-، تجعلها تتفــوق رمزيّا على كل نماذج الدولة الحديثــة الحالية، وتُجنّبها بعض الآفات البنيوية التي أصابت تطبيقاتها، سواء في الدولة الرأسمالية، أو الاشتراكية، أو العسكرية. ومن مظاهر تميز هذه الدولة الحديثة الإســ مية وتفوقها، حرصها -حســب هذا الباحث- http :// www . fassael . ma ) الرابط: / 2016 يونيو/حزيران 20 م، ( اريخ الدخول: 2014 أكتوبر index . php / 2015 المرجع السابق. ((( . 37 يتيم، الحركة الإسلامية بين الثقافي والسياسي،ص ((( . 257 جبرون، مفهوم الدولة الإسلامية: أزمة الأسس وحتمية الحداثة،ص (((
47
Made with FlippingBook Online newsletter