ما لم يحققه غيرهم، ومدى تمكنهم من التشبع بقيم الحوار وتطوير القيم والممارسات . ((( السياسية وجعلها أكثر نضجًا وديمقراطية لعل هذا التوافق مع الدولة الحديثة داخليّا، والإيمان بمشروعيتها، والعمل ضمن مؤسساتها، وتنحية مشروع الشريعة في برامج الحزب، إضافة إلى التوافق مع مصالح الدولــة الخارجية، من خلال تجاوب حزب «العدالة والتنمية» مع توجهات السياســة الخارجية ومصالحها، هو ما ساعد في استمرار هذا الحزب ذي المرجعية الإسلامية، لأن طبيعة الدولة الحديثة تؤكد أنها لا تؤمن إلا بالمصالح والتوافقات بعيدًا عن سيطرة أيــة مرجعية. كمــا أن محاولة التوافق مع طبيعة الدولة عمومًا وخصوصية الحكم في المغرب أغرق الحزب والحركة في بحر من التنازلات لا حد له؛ الأمر الذي سينعكس علــى جاذبية هذا التيار الإســ مي الذي فقد أحد أبــرز مقومات وجوده، ناهيك عن استســ مه لمنطق الدولة التي روّضته وجعلته خاضعًا لتوجهاتها، دون أية مقاومة منه أو استقلالية في أخذ القرار استجابة لوعوده السابقة، الأمر الذي سيؤثّر سلبًا على الثقة في أي حزب مستقبلي يحمل المشروع الإسلامي، لأنه سيواجَه بتهمة استغلال الدين للوصول إلى السلطة.
. 64 المرجع السابق،ص (((
52
Made with FlippingBook Online newsletter