| 12
الجغرافي ـا م ـن المغ ـرب حت ـى الع ـراق. وأصبح ـت ج ـل الدراس ـات واس ـتراتيجيات الهيئـات الدوليـة التـي تتعامـل مـع الصراعـات تدافـع عـن ضـرورة تطبيـق العدالـة الانتقاليـة بتفريعـات مختلفـة كإحـدى أهـم ركائـز بنـاء السـ م فـي المجتمعـات التـي مزقتهـا الحـرب. وتسـتمد زخمهـا النظـري مـن الفكـرة المفصليـة التـي بلورهـا أسـتاذ ) فـي كتاب ـه “تغيي ـر المنظـار: تركي ـز Howard Zehr( دراسـات الإجـرام هـاورد زيهـر .)5(” جديـد علـى الجريمـة والعدالـة ـا بدراسـة الرؤيـة الفلسـفية ضمـن عمـل المحكمـة الجنائيـة الدوليـة ً تهتـم الدراسـة أيض فـي معاقب ـة الجن ـاة بمعـزل عـن متطلب ـات بن ـاء السـ م، وإل ـى أي حـد ت ـدور هـذه الفلســفة فــي فلــك حقــل الدراســات الإجراميــة التــي ترعرعــت فيهــا منظومــة العدالـة الانتقاليـة وليـس فـي حقـل فـض النزاعـات وبنـاء السـ م الـذي لا يتحمـس لعدالـة انتقاليـة لـن تخـدم بالضـرورة الهـدف الرئيسـي المتمثـل فـي الأمـن المجتمعـي. ويتحـرك هـذا التحليـل علـى مسـتويي: أولهمـا: اعتمـاد عنصـري المنطـق القانونـي ومنطـق الأمـن المجتمعـي كنقـاط تقاطـع فـي تحليـل مشـاريع المصالحـة الوطنيـة فـي ال ـدول الث ـ ث. وثانيهم ـا: ضـرب مقارن ـة ب ـن التأطي ـر النظ ـري الفلس ـفي لفك ـرة ــا ّ ً ــا مــع مــا كشــفته عملي ً تأســيس المحكمــة الجنائيــة الدوليــة قبــل ســتة عشــر عام اســتراتيجيات تغييــر الانطباعــات والســرديات والذاكــرة الجماعيــة بــن الضحايــا والجنـاة فـي حقبـة مـا بعـد وقـف إطـ ق النـار. . مرحلة التنظير للعدالة الانتقالية 1 ل العدال ـة الانتقالي ـة إحـدى أذرع حرك ـة الدف ـاع عـن حق ـوق الإنسـان الت ـي ِّ تشـك قامــت عقــب الحــرب العالميــة الثانيــة وفــق التصــور الليبرالــي الغربــي، واختزلهــا
Made with FlippingBook Online newsletter