145 |
المغرب: استراتيجية الانفتاح الاقتصادي على إفريقيا وتحدياتها المستقبلية
الأمـر دون حـل واضـح، لكـن يبـدو أن المغـرب بـدأ فـي تبنـي اسـتراتيجية جديـدة ح الملـك محمـد السـادس بعـد عـودة َّ . وصـر ً ـر مـن الوضـع الحالـي مسـتقب ِّ قـد تغي المغـرب لعضويـة الاتحـاد الإفريقـي: «إنـه ليـوم جميـل عندمـا يعـود المـرء إلـى بيتـه بعـد فتـرة طويلـة مـن الغيـاب»، وفـي توضيحـه لأسـباب عـودة المغـرب إلـى الاتحاد، ـا، ف ـإن علاج ـه م ـن الداخ ـل، ولي ـس ً ق ـال المل ـك: «عندم ـا يك ـون الجس ـد مريض .)2(» ـال والناجـع َّ الخـارج، هـو العـ ج الفع ا، فالمغـرب كان مـن ً ا جديـد ً ـا، فـإن انفتـاح المغـرب علـى إفريقيـا ليـس أمـر ّ ً تاريخي ل َّ ، بـل إن المؤتمـر الـذي شـك 1963 الـدول المؤسسـة لمنظمـة الوحـدة الإفريقيـة فـي . وتحـت قي ـادة 1961 قـد فـي ال ـدار البيضـاء عـام ُ الب ـذرة لتكوي ـن تل ـك المنظمـة ع الملـك محمـد الخامـس، ثـم الملـك الحسـن الثانـي، قـام المغـرب بتكويـن علاقـات وطيـدة مـع عـدد مـن الـدول الإفريقيـة، مثـل السـنغال والغابـون وغينيـا والكونغـو عـرف وقتهـا بـ»زائيـر»)، وبلغـت درجـة التعـاون مسـتوى ُ الديمقراطيـة (التـي كانـت ت بإرســال جنــود وقــوات عســكرية 1978 و 1977 ــا، حيــث قــام المغــرب فــي ً متقدم لدعـم نظـام موبوتـو سيسـي سـيكو فـي الكونغـو. أمـا علـى المسـتوى الثقافـي، فقـد اسـتضاف المغـرب آلاف الطـ ب الأفارقـة فـي جامعتـه منـذ الثمانينـات، بالإضافـة إلـى انتشـار الطائفـة التيجانيـة الصوفيـة (ذات النشـأة المغربيـة) فـي أغلـب دول غـرب .)3( إفريقيـا لكـن الأمـر الجديـد فـي الانفتـاح المغربـي علـى إفريقيـا فـي السـنوات الأخيـرة هـو 2000- حجمــه وتمركــزه حــول الجوانــب الاقتصاديــة، ففــي الفتــرة بــن العامــن ، نم ـا التب ـادل التجـاري ب ـن المغ ـرب ودول إفريقي ـا جن ـوب الصحـراء بمع ـدل 2015
Made with FlippingBook Online newsletter