العدد 5 - فبراير/شباط 2020

165 |

المغرب: استراتيجية الانفتاح الاقتصادي على إفريقيا وتحدياتها المستقبلية

إفريقيـا، فالقـوى والشـركات العالميـة (مثـل: الصـن وتركيـا والهنـد) تسـعى كذلـك للحصـول علـى حصتهـا مـن الكعكـة الاقتصاديـة، وهـو مـا قـد يـؤدي إلـى حـدوث ـا كمـا ً تضـارب مصـالح بـن المغـرب وبـن هـذه الـدول فـي المسـتقبل القريـب، تمام حـدث مـع مصـر ونيجيريـا. وقـد يحـدث هـذا التضـارب حتـى مـع حلفـاء تقليديـن ا فــي إفريقيــا. كل ً ــا كبيــر ّ ً ا اقتصادي ً للمغــرب، خاصــة فرنســا، التــي تمتلــك نفــوذ ا فـي سياسـاته ّ ً ا جـد ً هـذه الظـروف الخارجيـة سـتجبر المغـرب علـى أن يكـون حـذر الخارجيـة والتجاريـة مـع إفريقيـا حتـى لا يدخـل فـي صراعـات مـع باقـي اللاعبـن .)47( الاقتصاديـن فـي السـوق الإفريقيـة . النتائج والمناقشة 7 بعـد رصـد الأسـباب الداخليـة التـي تقـف وراء الانفتـاح الاقتصـادي للمغـرب علـى إفريقيـا والتـي تمثلـت فـي ثلاثـة أسـباب، أولهـا ثقافـي؛ حيـث إن السـلطة القائمـة في ـا يحتفـى بـالإرث الإفريقـي فـي الثقافـة المغربي ـة، ّ ً ـا أيديولوجي ً المغـرب تحمـل خطاب ويق ـدم النق ـد ال ـ ذع والمناه ـض ف ـي ذات الوق ـت للاتحـاد الأوروب ـي وللاسـتعمار الغربـي بـكل أشـكاله، وينحـاز بصـورة واضحـة لـدول الجنـوب ويـرى فيها المسـتقبل للمغـرب. وثانيهمـا داخلـي يتعلـق بمؤشـرات النمـو السـكاني والاسـتهلاكي لإفريقيـا والتــي كانــت كفيلــة بتغييــر النظــرة العامــة لإفريقيــا مــن قــارة يضربهــا الفقــر كـر ذات إمكانـات واعـدة وفـرص هائلـة ومتنوعـة ِ والتخلـف والحـروب إلـى قـارة ب ـا لا يمكـن أن يحققوهـا فـي أي مـكان آخـر ً يمكنهـا أن تحقـق للمسـتثمرين فيهـا أرباح فـي العالـم، وبالتالـي فـإن قـرار الانفتـاح علـى إفريقيـا لـه مبرراتـه المتعلقـة بالفائـدة الاقتصادي ـة والاس ـتثمارية المباش ـرة م ـن ه ـذا الانفت ـاح. ثال ـث الأس ـباب الداخلي ـة

Made with FlippingBook Online newsletter