العدد 5 - فبراير/شباط 2020

شبكات التواصل الاجتماعي والرقابة على المحتوى

197 |

ـة أو شـعب أو دولـة أو مجتمـع مـا؛ ذلـك أن الرقابـة علـى المحتـوى َّ م ُ ـب إلـى أ َ س ْ ن ُ مـا ي الـذي ينشـره أفـراد أو مؤسسـات تنتمـي إلـى فلسـطي، تسـتدعي الصـراع الطويـل الـذي يعيشـه الشـعب الفلسـطيني بسـبب احتـ ل أرضـه ونضالـه مـن أجـل اسـتعادة هـذه الأرض. وفـي سـياق هـذا الصـراع مـع إسـرائيل، تتسـرب الخلفيـات السياسـية النظـر ِّ ا بغـض ّ ً والاقتصاديـة والأمنيـة التـي تجعـل المحتـوى الفلسـطيني محتـوى إشـكالي عـن انتهاكـه لسياسـات النشـر التـي تضعهـا شـبكات التواصـل الاجتماعـي، طالمـا أنـه يهاجـم إسـرائيل التـي تتمـدد فـي الإعـ م العالمـي وكافـة العوالـم الرقميـة. وبالرغــم مــن الجهــود التــي تبذلهــا شــبكة فيســبوك -باعتبارهــا كبــرى شــبكات التواصــل الاجتماعــي- مــن أجــل مراقبــة المحتــوى الــذي يخالــف سياســتها التــي تسـميها معاييـر المجتمـع، إلا أنهـا تفشـل فـي معاملـة المحتـوى الفلسـطيني فـي إطـار خصوصيتـه النضاليـة وقضيتـه العادلـة التـي تعتـرف بهـا الأمم. فالمحتـوى الفلسـطيني الـذي ينتقـد الممارسـات والسياسـات الإسـرائيلية، لا يمكـن تصنيفـه باعتبـاره محتوى يبـث خطـاب الكراهيـة فـي مقابـل أفعـال إسـرائيلية علـى الأرض تتجـاوز إلـى مـا نش ـر م ـن ل ـدن فلس ـطيني ويت ـم حذف ـه أو ُ ه ـو أبع ـد م ـن الكراهي ـة، وأي محت ـوى ي ـل إدارة َ ب ِ ـا لإسـرائيل مـن ق ً إيقـاف الحسـاب الـذي ظهـر عبـره، يبـدو للمراقـب دعم ش ـبكة فيس ـبوك، لتطف ـو عل ـى الس ـطح قضي ـة تضيي ـق ه ـذه الش ـبكة عل ـى حري ـة التعبيــر حتــى وإن قدمــت الدليــل علــى انتهــاك معاييــر النشــر لديهــا؛ ذلــك أن هـذه الشـبكة، وغيرهـا مـن شـبكات التواصـل الاجتماعـي، انسـاقت وراء الهيمنـة الاقتصاديــة (والسياســية الخفيــة) فلــم تكتــف بالتواصــل الاجتماعــي، لتدخــل فضـاءات التواصـل الإعلام ـي الرحب ـة م ـن أوسـع الأب ـواب.

Made with FlippingBook Online newsletter