العدد 5 - فبراير/شباط 2020

شبكات التواصل الاجتماعي والرقابة على المحتوى

205 |

خلالهـا وسـائل الإعـ م المختلفـة مـن المسـاهمة بكيفيـة متكاملـة فـي تكويـن الـرأي العـام حـول قضايـا مخصوصـة؛ ذلـك أن وسـائل الإعـ م احترفـت عمليـة صناعـة المعلومـات وتقديمهـا للجمهـور بكيفيـة أسـرع وأفضـل جـودة مـن التواصـل التقليـدي ا قب ـل ظهـور هـذه الوسـائل. وعندمـا ظهـرت ً الثنائ ـي والجماعـي ال ـذي كان سـائد وسـائل الإعـ م الجدي ـد (الت ـي تتمظه ـر بكيفي ـة جلي ـة م ـن خـ ل شـبكة الوي ـب) ً ل بالسـرعة ذاتهـا التـي تعمـل بهـا شـبكة الويـب، فضـ َّ بـدأت الآراء العامـة تتشـك عـن طابعهـا العالمـي. وهنـا، تبـرز مسـألة الرقابـة علـى المحتـوى المنشـور عبـر شـبكات التواصـل الاجتماعـي ر وسـائل الإعـ م الجديـد) كعائـق أمـام تشـكيل الـرأي العـام، وفـي َّ (وهـي تتصـد ا عن ـد ً ـا ل ـه وفـق أجن ـدة سياسـية-اقتصادية، كمـا رأين ـا سـابق ً الوقـت ذات ـه، توجيه الحديـث عـن المصـالح الاقتصاديـة والسياسـية لشـبكات التواصـل الاجتماعـي. ذلك ن ِّ ا، وهـو المكـو ّ ً ـا أو سـلبي ّ ً أن الـرأي العـام هـو مفتـاح الفعـل العـام سـواء كان إيجابي الأولــي للســمعة والصــورة الذهنيــة التــي تســعى لبنائهــا الجماعــات والمؤسســات والـدول. ويمكـن النظـر إلـى علاقـة الرقاب ـة عل ـى المحت ـوى بتشـكيل ال ـرأي العـام مـن خـ ل نظريـة “أثـر الشـخص الثالـث” التـي تقـول بـأن النـاس يعتقـدون أن رسـائل الإعـ م تؤثـر فـي غيرهـم أكثـر مـن تأثيرهـا عليهـم، وهـذا مـا يدفـع الرقيـب إلـى الحيلولـة دون وصـول ه ـذه الرس ـائل إل ـى الجمه ـور، فتؤث ـر في ـه، وي ـؤدي ه ـذا التأثي ـر إل ـى ). أي إن الرقابــة علــى المحتــوى لا تقتصــر علــى حرمــان 49( تشــكيل الــرأي العــام صاحـب المحتـوى مـن التعبيـر عـن رأيـه، بـل تتعـدى ذلـك إلـى حرمانـه مـن التأثيـر

Made with FlippingBook Online newsletter