العدد 5 - فبراير/شباط 2020

249 |

أزمة الصحافة الورقية في لبنان أطروحة النهاية وإشكالية الاستمرارية

لت التواصـل بـن َّ الاجتماعـي التـي جعلـت النـاس تنصـرف عـن الصحيفـة، وسـه الأف ـراد والنق ـاش المفت ـوح عب ـر المنصـات الرقمي ـة عل ـى م ـدار الس ـاعة، ول ـم يع ـد لـدى الجمهـور الاهتمـام الكافـي بالكتـاب ولا بالصحيفـة الورقيـة، وهـو مـا أضعـف ) ومتابعـة 45(” دورهـا وموقعهـا الاقتصـادي بعـد إعـراض هـذا الجي ـل عـن القـراءة ـا ً قضايـا الشـأن العـام عبـر وسـائل الإعـ م التقليـدي. وبذلـك، أصبـح الـورق أيض ـا مـع تطـور ً أضعـف وسـيلة لنشـر المعلومـات والأخبـار والمحتـوى الإعلامـي، خصوص الهواتــف الذكيــة والمنصــات المرتبطــة بالمدونــات والمواقــع الإلكترونيــة وشــبكات ). بـل إن هـذه الوسـائل والوسـائط التكنولوجيـة الحديثـة، 46( التواصـل الاجتماعـي ة ولا تســتطيع َ ز َ ــاو َ ج َ ت ُ لاســيما الشــبكات الاجتماعيــة، جعلــت الصحافــة الورقيــة م ـا؛ إذ أصبحـت الأخبـار تصـل إلـى المسـتخدم عبـر هـذه المنصـات ّ ً منافسـتها إخباري ). وهـذا مـا يفسـر اهتمـام مسـؤولي التحريـر فـي المؤسسـات 47( والهواتـف المحمولـة ا ّ ً ا أساسـي ً لـون عنصـر ِّ الصحفيـة الورقيـة بمسـتخدمي هـذه الوسـائط، الذيـن باتـوا يمث ـا فـي علاقـة الصحيفـة بالمعلن ـن؛ ممـا ّ ً ا جوهري ً ـا محـدد ً فـي عملي ـة الاتصـال وأيض بالصناعة ً يعطـي الانطبـاع بـأن الاسـتثمار فـي مجـال الإعـ م لـم يعـد اليـوم منشـغ الخبري ـة أو بي ـع الخب ـر كم ـا كان بالأم ـس، وإنمـا ببي ـع المسـتهلكي له ـذا الخب ـر إل ـى .)Ignacio Ramonet)(48( المعلن ـن، كمـا يق ـول الأكاديمـي إيغناسـيو رامون ـي ز فيهــا الإعــ م ُ ــر ْ ب َ هــذه المنظومــة الاتصاليــة الرقميــة والإعلاميــة الجديــدة التــي ي لت وسـائل الإعلام َّ الرقمـي والمواقـع الإلكترونيـة وشـبكات التواصـل الاجتماعـي حو التقليـدي، لاسـيما التليفزيـون، فـي نظـر غسـان حجـار، مديـر تحريـر صحيفـة النهار، إلـى وسـيلة للترفيـه أكثـر منهـا وسـيلة إعـ م، ولـم يعـد اليـوم هـو عصـر التليفزيـون

Made with FlippingBook Online newsletter