العدد 5 - فبراير/شباط 2020

259 |

أزمة الصحافة الورقية في لبنان أطروحة النهاية وإشكالية الاستمرارية

ا مـن أسـرة تحريـر الصحيفـة، أمـا اليـوم فليـس هنـاك الاتحـاد الوطنـي ً لبنـان جـزء لطلب ـة لبن ـان ولا الاتح ـاد الوطن ـي لنقاب ـات العم ـال ف ـي لبن ـان، ب ـل ثم ـة تركيب ـات ــر عــن حقيقــة معينــة موضوعيــة ِّ عب ُ طائفيــة سياســية فقــط. لذلــك، فالصحيفــة ت : فـي غيـاب ً ـل المشـكلة، مـن وجهـة نظـر طـ ل سـلمان، أو َّ لشـعبها؛ وهنـا تتمث ـا: فـي اسـتفحال الأميـة بالمجتمـع أكثـر ممـا كان عليـه الوضـع فـي ً الديمقراطيـة، وثاني ا فالنجـاح والفشـل لأي مشـروع إعلامـي ً ـا: فـي الأزمـة الاقتصاديـة، إذ ً السـابق، وثالث .)78( مرتبطـان بالمن ـاخ العـام ـا أرنسـت خـوري، رئيـس القسـم السياسـي فـي العربـي ً ويشـير إلـى هـذا المعطـى أيض الجديـد، عندمـا يجعـل أداء الصحافـة اللبنانيـة صـورة تعكـس واقـع الحيـاة السياسـية فـي البـ د، ويربـط فشـل التجـارب الصحفيـة التـي خرجـت مـن المشـهد الإعلامـي يه “التصحـر السياسـي” ونـدرة الشـخصيات السياسـية الثقافيـة القـادرة علـى ِّ سـم ُ بمـا ي اس ـتيعاب المختل ـف واس ـتمالته؛ إذ ل ـم تع ـد الصح ـف اليومي ـة الت ـي كان ـت تضـم ـاب رأي وشـخصيات مختلفـة عـن خطهـا السياسـي العـام تقبـل بهـذه الأسمـاء، َّ كت وقـد بـرز ذلـك فـي سـياق الثـورات العربيـة؛ حيـث باتـت بعـض الصحـف -فـي .)79( لحظـة انقسـام سياسـي عربـي- لا تقبـل بالمختلفـن مـع سياسـتها التحريريـة وتظه ـر علاق ـة الاعتم ـاد ب ـن وس ـائل الإع ـ م والنظ ـام السياس ـي، والتماث ـل ب ـن مـه سـاطع ِّ مكونـات الصـورة التـي يعكسـها أداؤهمـا، فـي سـياق التفسـير الـذي يقد نـور الديـن، رئيـستحريـر موقـع المـدن، لأزمـة الصحافـة الورقيـة فـي لبنـان وأسـباب “انهيارهـا”؛ إذ يـرى أن “العامـل السياسـي أبلـغ مـن العامـل الاقتصـادي فـي تفسـير الأزمـة؛ فعندمـا يتدهـور مجـال السياسـة يتدهـور قطـاع الصحاف ـة”. وهن ـا، يعق ـد

Made with FlippingBook Online newsletter