العدد 5 - فبراير/شباط 2020

267 |

أزمة الصحافة الورقية في لبنان أطروحة النهاية وإشكالية الاستمرارية

أم ـا مس ـؤولية مالك ـي المؤسس ـات الصحفي ـة والمش ـرفي عل ـى الصح ـف، فتتطل ـب ســواء فــي إدارة ً مختلفــة ً ــا مقاربــة ً تواكــب العصــر الرقمــي، وأيض ً جديــدة ً رؤيــة المؤسســة الصحفيــة أو ملكيــة الصحــف وكذلــك عمليــة التمويــل الذاتــي. كمــا تحتــاج هــذه الصحــف، فــي نظــر جوزيــف قصيفــي، نقيــب محــرري الصحافــة اللبنانيـة، إلـى تنويـع منتوجهـا الصحفـي مـن أجـل ضمـان اسـتمرارها ومسـاعدتها علــى البقــاء؛ إذ بإمكانهــا نشــر دراســات متخصصــة وتغطيــة موضوعــات تهــم الـرأي العـام وإصـدار منشـورات أو أعـداد خاصـة تسـتجيب لاحتياجـات قطاعـات د هـذه الصحـف ِّ ـد َ ُ واسـعة مـن الجمهـور وكذلـك بإمكانهـا طباعـة كتـب، أي أن )، وأن تـدرك 104( ـا حديثـة فـي إدارتهـا ً أسـاليبها فـي العمـل الصحفـي وتبتكـر أنماط يجمـع ً ـا أن عليهـا التعاي ـش مـع الانتقـال الرقمـي، وأن يكـون التفكي ـر شـام ً أيض ). لذل ـك، ليسـت الإنترن ـت مـن يهـدد 105( ب ـن المحت ـوى والجان ـب التقن ـي والمال ـي الصحافـة الورقيـة، كمـا يقـول الكاتـب ورئيـس التحريـر السـابق للمجلـة الاقتصاديـة )، وإنم ـا الصحاف ـة Bernard Poulet( )، برن ـار بول ـي L’Expansion( ” “ليكسبونس ـيون الورقي ـة نفسـها تحت ـاج إلـى الإنترنـت لاسـتعادة الجمهـور والمعلنـن مـن أجـل بنـاء )، بـل يربـط البعـض مسـتقبل الصحافـة الإلكترونيـة باسـتمرار 106( قيمتهـا الصحفيـة وجـود الصحافـة الورقيـة فــ”إذا لـم تكـن هنـاكصحافـة مطبوعـة لـن تكـون هناك صحاف ـة إلكتروني ـة؛ إذ لي ـس هن ـاك موق ـع إلكترون ـي واحـد ينت ـج أخب ـاره بشـكل .)107(” ذات ـي ويعتمـد عل ـى نفسـه فـي إنت ـاج المحت ـوى الإعلامـي ورغـم مـا قـد ينجـزه تضافـر جهـود، ما سماهـا جوزيـف قصيفـي، بـالإرادات الثلاث (إرادة الدولـة، وإرادة القطـاع الخـاص، وإرادة مالكـي المؤسسـات الصحفيـة)، فـإن

Made with FlippingBook Online newsletter