| 292
اط َ ر ْ ق َ مـ َ د ُ البراديغم الأميركي: الاستبداد الم تقوم سياسات الهوية، كما هي معروضة في الكتاب، على منظور حدي لا يؤمن بالحلول الوسطية، “أي أنت لك اختيارك الخاص وأنا لي اختياري الخاص وسنظل هكذا، مجرد ف الكتاب على هذا المنظور ِّ ل َ ؤ ُ ). ويؤكد م 9(” حقيقة اجتماعية غير قابلة للتغير والتبدل ا”، ّ ً ا كان أم مسيحي ّ ً الحدي من خلال استدعائه لمقولة: “الرجل الأبيض الأميركي يهودي ل أحد الجوانب الكبرى للتمظهر الأميركي لسياسات الهوية. فأصحاب هذا ِّ ث َ ُ والتي المنظور يعتبرون أنفسهم أقلية مهددة وأنهم مضطهدون من الأغلبية بمعناها العددي أو السياسي، وأن هذه الأقلية تبحث من خلال جملة حراكات داخل المجتمع عن ضبط القواني الناظمة للاعتداءات التي يمكن أن تصدر ضدها. لكن وبصرف النظر عن مدى صدقية هذه الدعاوى من عدمها، فإن هذه الأقلية قد تكون هي المسؤولة عن الأزمة، عي الاضطهاد في حي أنها الوجه الواضح للهيمنة، ومثال هذا هو سياسة حركة َّ لأنها تد .)White Supremacism( البيض أو هيمنة البيض ويعتبــر دوبرييــل أن أحــد أهــم انتصــارات ترامــب الانتخابيــة يعــود إلــى هيمنــة هــذا الخطـاب الشـعبوي الـذي ظـل يتكـئ علـى أحـد مظاهـر هيمنـة العـرق الأبيـض التـي ـا إلـى العـودة لـ رث الاجتماعـي ً ا، وكيـف أن ترامـب سـعى دوم ّ ً ـا شـعبوي ً تعتمـد خطاب فيمـا حققـه الرجـل الأبيـض مـن إنجـازات علـى مـدى طـول ً للشـعب الأميركـي ممثـ التاريـخ الأميركـي، ممـا يؤكـد أحقيتـه بالحكـم والسـلطة. لكـن بالمقابـل، تؤكـد كتـب التاريــخ أن حضــارة الرجــل الأميركــي الأبيــض اليهــودي تمــت علــى حســاب إبــادة ـل حض ـارة أميــركا الأصلي ـة، ف ـي ح ـن أن أطروح ـة ِّ ث َ ُ حض ـارة الهن ـود الحم ـر الت ـي هيمنـة العـرق الأبيـض هـي أوروبيـة الأصـل جـاءت للراضـي الأميركيـة مـع المسـتعمر
Made with FlippingBook Online newsletter