العدد 5 - فبراير/شباط 2020

| 296

تنظي ـره للهوي ـة المسـتقبلية إل ـى ضـرورة فـض الن ـزاع الهويات ـي فـي عال ـم الي ـوم القائ ـم علـى الصـراع بـن الليبراليـة والشـعوبية، وأن تحقيـق هـذا الرهـان يقتضـي توافـر شـرطي لازمـن، همـا: ا ّ ً ا ضروري ً الاعتـراف بهويـة المجموعـات والأقليـات. وهـذا الاعتـراف سـيكون عنصـر 1- ـا لتحقيـق مـدى اسـتمرارية النمـوذج الديمقراطـي الليبرالـي فـي العالم. ً ولازم التطبيـق العملـي والعقلانـي لمفهـوم الهويـة التعاقديـة القائمـة علـى الشـروط الثلاثـة 2- التاليـة: الإيمـان بالقيـم الديمقراطيـة، والانفتـاح الليبرالـي، والبحـث عـن محضـن ثقافـي لغـوي لبلـورة هـذه التهويـة التعاقديـة. ويبـدو أن العناصـر الثلاثـة المتعلقـة بتطبيـق الهويـة التعاقديـة عناصـر حاسمـة فـي تحقيـق ـف كت ـاب “ديكتاتوري ـة الهوي ـات” بمقول ـة: “العي ـش المش ـترك” خاصـة ِّ ل َ ؤ ُ م ـا أسمـاه م العنصـر الثالـث المتعلـق بإعـداد الحاضنـة اللغويـة والثقافيـة لتنميـة هـذه الهويـة التعاقدية، والـذي يكـون بمنزلـة الضامـن لعمليـة نشـر وتعميـم هـذه الهويـة التعاقديـة. والملاحــظ أن هــذا التناغــم بــن مســارين فكريــن متباينــن مــن العالــم الأوروبــي والأميركـي وحالـة التعاقـد المعرفـي بـن التجربتـن يقودنـا إلـى التأكيـد علـى أن مفهـوم مـه لـورون دوبرييـل، ومقولـة: “الهويـة التعاقديـة” للعالـم َّ “العيـش المشـترك” الـذي قد فوكويامـا، يحمـ ن نفـس الدلال ـة ويؤدي ـان نفـس العـرض، وأن نتائجهمـا ل ـن تقـف فقـط فـي الحـدود الجغرافيـة الغربيـة، بـل يمكنهـا أن تصـل الحـدود الشـرقية مـن العالـم. البراديغم الأوروبي والهوية الجريحة فـي الفصـل الثالـث مـن الكتـاب، والـذي تم تخصيصـه بالكامـل لـأدوار السـيكولوجية ف ـي بل ـورة الهوي ـة السياسـية وسياسـات الهوي ـة، يؤكـد دوبريي ـل عل ـى عامـل الشـعور

Made with FlippingBook Online newsletter