العدد 5 - فبراير/شباط 2020

303 |

قراءة في كتاب - ديكتاتورية الهويات

العقيــدة الأسمــى”، وأن الإنســانية يجــب أن تكــون متمثلــة فــي “الأمــة” أو “المجتمــع ا لآليــات ً الإســ مي الواحــد الكبيــر”. وطالمــا ظــل الســياق السياســي العربــي مفتقــر سياسـة العي ـش المشـترك ولا يتوافـر عل ـى تعاقـدات سياسـية جدي ـدة فـي هـذا الزمـن المعولـم، فـإن ذلـك سـيزيد مـن تشـظي الهويـة العربيـة الإسـ مية التـي مـا زالـت تعانـي مـن الازدواجيـة. على سبيل الختم ـل كتـاب “ديكتاتوريـة الهويـات” لصاحبـه لـورون دوبرييـل قـراءة عميقـة فـي البنيـة ِّ يمث الداخلي ـة للخط ـاب السياسـي الأميرك ـي ومكوناته ـا م ـن حي ـث مرجعيات ـه الت ـي تع ـود ف ـي أغلبه ـا لخمس ـينات الق ـرن الماضـي وم ـدى تفاع ـل ه ـذه المرجعي ـات فيم ـا تحق ـق مـن أحـداث خـ ل العقديـن الأولـن مـن الألفيـة الجديـدة. لكـن قـوة هـذا الكتـاب تضمـن أنـه يمنـح القـارئ العربـي أدوات ومفاتيـح لقـراءة التجـارب الهوياتيـة الأميركيـة والأوروبيـة. ولأننـا نعيـش، حسـب دوبرييـل، فـي عصـر الليبراليـة الجديـدة القائمـة على التواصـل والإعـ م، أو مـا يسـميه “العقـل الجديـد لليبراليـة القائـم علـى تحالـف المـال والتكنولوجي ـا والسياس ـة”، ف ـإن المطل ـوب م ـن وجه ـة نظ ـره ه ـو العم ـل عل ـى تلاف ـي مزي ـد مـن حـرب الهوي ـات، والعمـل عل ـى بن ـاء علاق ـات جدي ـة ب ـن هـذه الهوي ـات تقـوم عل ـى الانسـجام والتناغـم لا الكراهي ـة والحـرب والتدمي ـر. المراجع (1) Laurent Dubreuil, La dictature des identits (France: Gallimard, 2019). ) انظ ـر التط ـور الجينيالوجـي لمفه ـوم “سياسـات الهوي ـة” من ـذ ظه ـوره ف ـي منتصـف 2(

Made with FlippingBook Online newsletter