| 46
. العدالة الانتقالية والنسبية الثقافية 5.5 حتـى الآن، أظهـرت تجـارب لجـان الكشـف عـن الحقيقـة وتحقيـق المصالحـة فـي أكثر مـن أربعـن مـن دول العالـم أن فعاليتهـا رهينـة بمـدى تـ ؤم المفاهيـم السوسـيولوجية والإجـراءات القانونيـة المعتمـدة بمـا يتسـق مـع التركيبـة الثقافيـة للمجتمـع، أو بعبـارة أخـرى، النسـبية الثقافي ـة وتباي ـن السـياقات المحلي ـة، ووجـود برامـج مختلفـة تجسـد ـا. ويشـدد هـاورد زيهـر علـى عـدم وجـود نمـوذج ّ ً ـا أو كلي ّ ً العدالـة التصالحيـة جزئي للتطبي ـق ببسـاطة فـي أي مجتمـع. ً ا قابـ ً ـا أو جاهـز ّ ً “خالـص” يمكـن اعتبـاره مثالي َّ محـل ُّ ـه كذلـك إلـى مغبـة المبالغـة فـي اعتبـار العدالـة التصالحيـة وكأنهـا تحـل ِّ وينب .)89( النظـام القانونـي، حتـى فـي العالـم المثالـي تظــل التركيبــة المعرفيــة لإجــراءات العدالــة الانتقاليــة وليــدة المدرســة الغربيــة فــي الدف ـاع عـن الحري ـات العام ـة. لكـن لا تعن ـي هـذه المركزي ـة الغربي ـة وجـود نمـوذج قابـل لـكل المجتمعـات وشـتى حقـب الصـراع. وكمـا قـال أحـد الباحثـن: “العالميـة العقائديـة هـي عيـب لفهـم مبـدع للعدالـة الانتقاليـة. في مسـائل التحـول الاجتماعي، يجـب إيـ ء اهتمـام وثيـق للسـياق والموقـع. هـذا هـو السـبب فـي أنـه لا يمكـن الدفاع .)90(” ـن للتصديـر ْ عـن الفكـر لإنشـاء خطـة أو نمـوذج للعدالـة الانتقاليـة جاهزي خلاصة تناول ـت هـذه الدراسـة أوجـه الاخت ـ ف مـن حي ـث سـياقات ودينامي ـات تجـارب ـا ف ـي سـبيل اسـتنباط ّ ً ـا وثقافي ّ ً العدال ـة الانتقالي ـة ف ـي ث ـ ث دول متباع ـدة جغرافي الســبل الوظيفيــة أو الإجرائيــة أكثــر مــن الطروحــات النظريــة أو المعياريــة لتلــك
Made with FlippingBook Online newsletter