العدد 5 - فبراير/شباط 2020

59 |

وبــن الديمقراطيــات الصاعــدة أو الناشــئة، هــي -فــي جانــب مهــم منهــا- أزمــة قيميــة، تتعلــق بالمخــاوف الجديــة التــي بــدأت تثيرهــا الديمقراطيــة والمتمثلــة فــي معاكسـتها لبعـض قيمهـا المرجعي ـة، ويتجل ـى بعـض ذل ـك فـي الب ـ د الغربي ـة فـي تصاعــد النزعــات الهوياتيــة، والشــعبوية، واليمينية..داخــل هــذه الديمقراطيــات، د كل ِّ هـد ُ والت ـي بات ـت تتسـبب ف ـي انشـقاقات عميق ـة ف ـي المجتمع ـات الغربي ـة، وت )، وتتعلــق 4( المكاســب الحقوقيــة التــي تحققــت فــي هــذه المجتمعــات مــن جهــة ـا بالهشاشـة السياسـية، وضعـف الإنجـاز، وحالـة عـدم الاسـتقرار فـي عـدد مـن ً أيض البل ـدان غي ـر الغربي ـة مـن جهـة ثاني ـة. ربمـا لا نحت ـاج للإشـارة ف ـي هـذا السـياق إل ـى أن حديثن ـا عـن أزم ـة الديمقراطي ـة، فهــم علــى أنــه مــدح ُ والشــكوك التــي تحــوم حــول مســتقبلها، لا يجــب أن ي للوضــاع والأنظمــة الاســتبدادية، والتســلطية، بــل علــى العكــس مــن ذلــك، هــو دعــوة للاجتهــاد لأجــل بنــاء نظــام سياســي أكثــر وفــاء للفكــرة الديمقراطيــة ـا ً باعتبارهـا أفضـل تجسـيد سياسـي عرفت ـه الإنسـانية لسـلطة الشـعب، وأكث ـر تجاوب مـع الخصوصيـة الثقافيـة والقيميـة للمجتمعـات الإنسـانية، وأكثـر فعاليـة فـي جلـب المناف ـع ودف ـع المضــار. ومـن ثـم، فالفرضيـة التـي تقـود عملنـا فـي هـذه الدراسـة، وتقـف خلفهـا، تقـوم علــى اعتبــار أن الأزمــة العميقــة التــي تعانــي منهــا التجربــة الديمقراطيــة بمختلــف يـل، ِ ث ْ َ أوجههـا فـي الغـرب وخارجـه، هـي أزمـة قيميـة فـي العمـق، وليسـت أزمـة ومؤسسـات... ولا يمكـن بحـال مـن الأحـوال تجـاوز هـذه الأزمـة وتفـادي أخطارهـا دون وقـف هـذا النزيـف القيمـي الـذي تعانـي منـه، والعـودة للقيـم ً فـي الغـرب مثـ

Made with FlippingBook Online newsletter