العدد 5 - فبراير/شباط 2020

| 62

مـه الخلفيـة لا يسـتند علـى قيـم المواطنـة والفرديـة َ ي ِ بهمـا، لكنـه فـي منطلقاتـه أو ق مصيرهـا باسـتقلال عـن باقـي الأفـراد، َ تقريـر ُ باعتبـار الفـرد كينونـة مسـتقلة، تملـك ــا المصــدر الأول للشــرعية السياســية، يتفــوق علــى باقــي المصــادر ً وباعتبارهــا أيض التقليديـة كالعشـيرة والطبقـة الاجتماعيـة والديـن... أو يلغيهـا. ومـن ثـم، لا يمكـن ـا، وذل ـك فق ـط بالات ـكاء عل ـى القي ـم ّ ً لنظ ـام م ـن ه ـذا القبي ـل أن يكـون ديمقراطي ـا بالتحق ـق م ـن الشـروط الشـكلية ً الغائي ـة، بالرغـم م ـن أهمي ـة ه ـذه القي ـم، وأيض (المؤسسـاتية) مـن قبيـل الأجهـزة والمؤسسـات التمثيليـة وحكـم القانون..وغيرهـا مـن المظاهـر الشـكلية. ـد لظهـور الفكـرة َّ إن ميـ د الإنسـان الفـرد، المواطـن، الحـر.. فـي الغـرب، الـذي مه الديمقراطيـة، جـاء نتيجـة لمجموعـة مـن التحـولات الثقافيـة والسياسـية والاقتصاديـة ا خـ ل القـرن ً والاجتماعيـة، التـي شـهدتها أوروبـا خـ ل عصـر النهضـة، وتحديـد السـادس عشـر، حيـث ظهـرت الإرهاصـات الأولـى للفردانيـة أو الوعـي بالـذات. ) فـي جواب John Jeffries Martin( فعلـى سـبيل المثـال، يـرى جـون جفريـس مارتـن ) علـى القاضـي أثنـاء محاكمتـه Paolo Veronese( الفنـان الإيطالـي باولـو فيرونيـس علـى لوحـة “العشـاء الأخيـر”، التـي تضمنـت رسـومات لأشـخاص غيـر مقدسـن، ـا له ـذا ً وال ـذي ج ـاء في ـه: “إنه ـا ابت ـكارات رأي ـت م ـن المناس ـب إضافته ـا”، انبثاق الوعـي الفردانـي، الـذي سـيتطور فيمـا بعـد، وفـي اسـتقلال عـن الأسـرة والطبقـة .)5(.. والطائفـة الدينيـة لك ـن، وبالرغ ـم م ـن الظه ـور المبك ـر للف ـرد ف ـي التاري ـخ الأوروب ـي، ال ـذي ازده ـر ـا، وف ـي مختل ـف ب ـ د أوروب ـا، ف ـإن قيم ـة الفرداني ـة بقي ـت عل ـى هام ـش ّ ً تدريجي

Made with FlippingBook Online newsletter