65 |
ا، ولـم ّ ً نسـبي َ ـق َّ ا إليـه مـن الناحيـة التاريخيـة- تحق ً الغائيـة (العدالـة والكرامـة) -منظـور ا، فتاريخـه فـي مجملـه تاريـخ صـراع، وجـدل مـن ً يتحقـق فـي صـورة مطلقـة أبـد ــل “حقيقــي” لقيــم الفردانيــة، والمواطنــة الكاملــة، والعدالــة، والمســاواة، ُّ ث َ َ أجــل والحريـة.. ولعـل صفتـه الرئيسـة والأكثـر دقـة فـي التعبيـر عـن هويتـه مـن هـذه الناحية هـي صفـة عـدم الاطمئنـان، المتمثلـة فـي قلقـه الدائـم، وسـعيه المسـتمر للتحقـق مـن هـذه القي ـم ف ـي أبه ـى صورهـا، وإعـادة تعريفه ـا ف ـي كل وق ـت وحـن، وبحسـب التطــورات الواقعيــة، وتحــولات وأنمــاط العقلانيــة، الشــيء الــذي يجعــل تاريــخ الديمقراطي ـة بصـورة م ـن الصـور تاري ـخ أزماته ـا، غي ـر أن هـذه الأزم ـات -إذا جـاز قـة”، وإيجابي ـة، تدفـع نحـو مزي ـد مـن الديمقراطي ـة. َّ َ الوصـف- كان ـت “أزمـات خ ـا مـن هـذا الفهـم لطبيعـة العلاقـة بـن الديمقراطيـة وقيمهـا الخلفيـة والغائيـة، ً انطلاق فـإن النظـام الديمقراطـي منـذ ظهـوره وإلـى يومنـا هـذا تعايـش مـع أزمـات كثيـرة، قـة، كانـت تدفـع باتجـاه مزيـد مـن الديمقراطيـة، ومزيـد مـن الأصالـة القيميـة، َّ خ غيـر أن الأزمـة التـي يعيشـها اليـوم -والتـي تعنينـا فـي هـذه الدراسـة- ليسـت مـن ك وضعـف ُّ النـوع التقليـدي، بـل هـي أزمـة حديثـة، يتجلـى جانـب منهـا فـي تفـك ـا، وفـي مقدمتهـا ّ ً القيـم المرجعيـة للديمقراطيـة فـي بيئتهـا الطبيعيـة (الغـرب) تدريجي قيمـة الفردانيـة، ويتجلـى جانـب آخـر منهـا فـي عسـر انتقالهـا أو اسـتقرارها خـارج بيئتهـا (الشـرق) مـن جهـة ثانيـة، وذلـك لعسـر اسـتنبات جذورهـا. أ- الأزمة القيمية للديمقراطية في الغرب: الشعبوية إن القلـق السياسـي الـذي يسـم الديمقراطيـة الغربيـة وفـي ارتبـاط بأصولهـا الثقافيـة ثله ـا القيمي ـة، سـواء كمنطلق ـات ُ والعقلاني ـة، الت ـي تجعله ـا ف ـي سـعي دائ ـم نحـو م
Made with FlippingBook Online newsletter