67 |
ـا آخـر، وبـدأ المنتمـون لهـا يطالبـون المجتمـع الأميركـي (البيـض) بالاعتـراف ً اتجاه بخصوصياته ـم، باعتباره ـم مواطن ـن مختلف ـن، له ـم ثقافته ـم، ونم ـط عيش ـهم..، ونف ـس الش ـيء يق ـال بالنس ـبة للحرك ـة النس ـائية، الت ـي ب ـدأت تتج ـه نح ـو مطال ـب خصوصيـة.. ومـن ثـم، لـم يعـد الأفـراد فـي المجتمـع الأميركـي يطالبـون بالاعتـراف بفردانيتهــم، ويرســخونه مــن خــ ل مزيــد مــن الحقــوق، وأشــكال التمايــز، بــل يطالبــون بالاعتــراف بهويــات جماعتيــة قــد تكــون دينيــة (مســلمي) أو عرقيــة ). ومـن ثـم، إذا كان ازدهـار 12(...) ا ّ ً لـن جنسـي ِّ (سـود) أو جنسـية (النسـاء، والمتحو الديمقراطي ـة ارتب ـط م ـن الناحي ـة القيمي ـة بالوع ـي الفردان ـي، والوع ـي بالاخت ـ ف والفـوارق عـن الآخـر، والـذي اتخـذ فـي كثيـر مـن الحـالاتصـورة مطالـب الكرامـة الفرديـة، فـإن انتكاسـتها المعاصـرة بالغـرب ترتبـط بتجاهـل الـذات والغفلـة عنهـا، وبالمقابـل الوعـي بالتشـابهات والقواسـم المشـتركة مـع الآخـر، وهـو مـا أفـرز هويـات متعـددة عل ـى أسـاس الل ـون، والعـرق، والجن ـس. ـر هـذا التحـول فـي بنيـة الوعـي الديمقراطـي مـن طـرف البعـض بحالـة “مـا بعد َّ فس ُ وي المثقفـن” التـي دخلتهـا شـعوب الغـرب وخاصـة الولايـات المتحـدة الأميركيـة، والتي ـل فـي انتشـار الجهـل والغباء (تدهـور الفكـر التحليلـي)، والجمـود، والتخصص، َّ تتمث وهـي حالـة مختلفـة عـن الوضـع السـابق، الـذي كان يتميـز بالبحـث عـن المعرفـة، والفكـر النقـدي، والنقـد الاجتماعـي. وقـد أدت هـذه الحالـة إلـى التجزئـة وعـودة لي ـة ف ـي ث ـوب الهوي ـات السياس ـية، والإثني ـة، والجهوي ـة، والديني ـة... فالفك ـرة َ ب َ الق .)13( الديمقراطيـة فـي جوهرهـا هـي فكـرة ثقافيـة بالدرجـة الأولـى ـا ً قاعـدة الديمقراطيـة ومنطلقهـا، المتعلـق أساس َّ إن هـذا التحـول القيمـي الـذي مـس
Made with FlippingBook Online newsletter