| 68
بقيــم الفردانيــة والمواطنــة والكرامــة انعكــس علــى برامــج الأحــزاب الأميركيــة ) -الـذي Multiculturalism( وأجندتهـا، فعلـى سـبيل المثـال مفهـوم التعـدد الثقافـي يحيـل بشـكل أسـاس ومطلـق إلـى خاصيـة الانقسـام الاجتماعـي- أمسـى خاصيـة ــن كل انقســام ثقافــي، وكل ِّ البرنامــج السياســي، الــذي أصبــح هــو الآخــر يثم خصوصيـة، وبنـوع مـن التسـاوي، وفـي بعـض الأحيـان مـن خـ ل لفـت الانتبـاه ا ّ ً لـن جنسـي ِّ إلـى المكونـات المقصيـة، التـي لـم تحـظ بالتقديـر فـي الماضـي، كالمتحو Francis Fukuy�( ). وقـد رأى المفكـر الأميركـي، فرانسـيس فوكويامـا 14 م � وغيرهـ ( )، فـي هـذه التحـولات مـن الفردانيـة إلـى الجماعاتيـة عـودة جديـدة للقبليـة، ama ـا للنظـام السياسـي الديمقراطـي. ّ ً ـا تدريجي ً وموت ا ً ومــن ثــم، إذا كانــت قيمــة الفردانيــة ومــا رافقهــا مــن قيــم أنتجــت لنــا انقســام ا إلـى الموقـف الاقتصـادي أو السياسـة الاقتصادي ـة، فظهـر اليمـن، ً ا اسـتناد ّ ً سياسـي واليســار، والوســط، والــذي لــم يكــن لــه مــن معنــى خــارج الاقتصــاد، فــإن التحـول القيمـي الجديـد، والانتقـال التدريجـي مـن الفردانيـة إلـى الجماعتيـة أنتـج ـل فـي َّ ا إلـى الوعـي الجماعتـي، تمث ً ا مـن نـوع جديـد، واسـتناد ّ ً ا سياسـي ً لنـا انقسـام عانقـة اليسـار واليمـن ُ ـا فـي م ً ـل أيض َّ الأحـزاب والتيـارات الهوياتيـة أو الشـعبوية، وتمث التقليدي ـن لخطاب ـات ومطال ـب الجماع ـات الهوياتي ـة. ــر عــن أهــم خصائــص هــذا التحــول ِّ إن ظاهــرة الشــعبوية، كظاهــرة سياســية، تعب القيمــي الــذي طــال الأســاس الثقافــي والسوســيولوجي للديمقراطيــة، فالشــعبوية قعته ـا ف ـي الغ ـرب الي ـوم، سـواء كان ـت يميني ـة أو يسـارية.. ُ السياسـية الت ـي تتسـع ر ف ـي توزي ـع الم ـوارد المادي ـة والاقتصادي ـة وتكاف ـؤ الف ـرص، بق ـدر ً لا تعك ـس خل ـ
Made with FlippingBook Online newsletter