العدد 5 - فبراير/شباط 2020

73 |

)، الـذي حـاول مـن The Fourth Political Theory)(25( ” “النظريـة السياسـية الرابعـة خلالـه صـوغ نظريـة سياسـية جديـدة تتجـاوز الليبراليـة، وذلـك بالاسـتناد إلـى ثلاث قيـم كبـرى مـن شـأنها توحيـد كل الطيـف السياسـي: اليمـن، واليسـار، والديانـات ا ً التقليديـة ضـد العـدو المشـترك وهـو التنميـط، الـذي يقـف وراءه الغـرب، وتحديـد الولاي ـات المتح ـدة الأميركي ـة. وهات ـه القي ـم ه ـي: العدال ـة الاجتماعي ـة، والس ـيادة الوطنيـة، والقيـم التقليديـة للشـعوب غيـر الغربيـة. ومـن اللافـت للانتبـاه فـي هـذه النظريـة خلوهـا مـن أي حديـث إيجابـي عـن الديمقراطيـة، بـل علـى العكـس مـن ـا للحداثـة الغربيـة، التـي تتجـه بالعالـم نحـو الكارثة، ّ ً ـا أيديولوجي ً ذلـك يعتبرهـا أساس .)26( وبالمقابـل تحتفـي هـذه النظريـة بالقيـم التقليديـة همــة التــي تؤكــد علــى دور الســياق الاجتماعــي ُ - إيطاليــا: مــن الدراســات الم والتاريخـي، وف ـي صلب ـه القي ـم، ف ـي إعاق ـة التحـول الديمقراطـي: دراسـة روب ـرت ـن َّ )، أحـد كبـار علمـاء السياسـة الأميـركان، التـي ضم Robert D. Putnam( بوتنـم )، والتـي درس فيهـا Making Democracy Work( ” نـع الديمقراطيـة ُ ـه “ص َ هـا كتاب َ نتائج الحال ـة الإيطالي ـة. لقـد اشـتغل بوتن ـم عل ـى الصعوب ـات الت ـي تواجـه الديمقراطي ـة فـي إيطالي ـا، حي ـث حـاول تفسـير تعثرهـا ف ـي الجن ـوب مقاب ـل ازدهارهـا ف ـي الشـمال، وأرجـع ذل ـك إل ـى ازده ـار المجتم ـع المدن ـي ورس ـوخه بالش ـمال، وبالمقاب ـل ضعف ـه ف ـي الجن ـوب ـة بصـورة عمودي ـة، تضعـف معهـا َ ل َ ك ْ ي َ ه ُ حي ـث العلاقـات الاجتماعي ـة والسياسـية م .)27( أشـكال التشـارك. ومـا مـن شـك أن هـذا الفـرق هـو فـرق ثقافـي وتاريخـي رتـه بـكلام قـديم لتوكفيـل، يعـزز فرضية َّ إن هـذه النتيجـة التـي انتهـى إليهـا بوتنـم ذك

Made with FlippingBook Online newsletter