العدد 5 - فبراير/شباط 2020

| 76

ا. ً - قيمة المساواة، التي تحتفي بها التعاليم الكونفوشيوسية، احتفاء واضح ــا ً - قيمــة الشــخصنة، فالسياســة فــي المجتمعــات الكونفوشيوســية أكثــر تعلق بالأشــخاص مقارنــة بنظيرتهــا فــي الغــرب. إن تعث ـر الديمقراطي ـات ف ـي عـدد مـن البل ـدان الت ـي تق ـع خـارج أوروب ـا الغربي ـة لا يمكـن تفسـيرها بعوامـل سياسـية فق ـط، ترتكـز إل ـى صـراع الق ـوى عل ـى السـلطة، والمـوارد ومـا يتصـل بهـا مـن أسـباب، بـل الكثيـر مـن مشـاكلها تعـود إلـى خلفيـات قيميـة مرتبطـة بالتاريـخ والثقافـة، فعلـى سـبيل المثـال ضمـور قيـم الفردانيـة، وهيمنـة ـلط الأبوي ـة، والقبلي ـة، والديني ـة ف ـي ُّ ـا رسـوخ قي ـم الطاعـة والس ً الجماعاتي ـة، وأيض عـدد م ـن المجتمع ـات غي ـر الغربي ـة الت ـي تبن ـت الخي ـار الديمقراطـي، يمن ـع تقدمه ـا الطبيعـي والسـريع نحـو الديمقراطيـة الليبراليـة. ونظـن أن هـذه الخلاصـة التـي تصـدق علــى البيئــات التــي كانــت موضــوع دراســة كإيطاليــا وروســيا والصــن تنســحب ـا علـى العالـم العربـي، ولـو أننـا لا نتوفـر علـى دراسـات تحليليـة وميدانيـة مـن ً أيض هـذا النـوع، مـن شـأنها تعزيـز ثقتنـا بانطبـاق هـذه الفرضيـة علـى الحالـة العربيـة. ؛ إن الديمقراطيـة الليبراليـة اليـوم تعانـي مـن أزمـة مزدوجـة، تعانـي مـن جهة ً وإجمـا ا ً مـن التلاشـي التدريجـي لأساسـها القيمـي المرجعـي وهـو الفردانيـة، باعتبارهـا تمركز ـل فـي صعـود نـوع مـن الجماعتيـة، َّ حـول الـذات، وتطلعاتهـا التحرريـة، والـذي يتمث حيـث يغفـل فـي إطارهـا الفـرد عـن ذاتـه، ويـذوب فـي جماعـة هوياتيـة، ويتقاسـم ا مـن الهمـوم والمطالـب، ولا يخفـى أن هـذه الديناميـة أي التحـول نحـو ً معهـا عـدد ـا الديناميـة التـي كانـت وراء ظهـور الديمقراطيـة وانتصارهـا ً الجماعتيـة يعاكـس تمام السياســي. وتعتبــر ظاهــرة الشــعبوية السياســية بجناحيهــا اليمينــي واليســاري أبــرز

Made with FlippingBook Online newsletter