103 |
الباب أمام نقاشــات تتمحور حول أهمية أن تكون الدول جاهزة من خلال القوانين والتجهيزات إزاء أي مُهدّد لصحة الإنسان. . المعيار الجيوسياسي: الانكفاء أم التفاعل بين الدول؟ 2 إن انتشــار الفيروس على هذا النطاق العالمي يُمهّد لنقاشات مستقبلية تتعلق بما إذا كان هــذا الفيــروس عامً نحو الوحدة والتكامــل أم نحو التفكّك والتفرّق، وما إذا كانت الدول ســتُعيد حســاباتها فيما يتعلق بتحالفاتها. الجزم في الإجابة على هذا السؤال ما زال صعبًا، إلا أنه يمكن القول باحتمالية انفراط عقد التشكيلات الدولية والإقليمية، وبتغيّرات في التوازنات العالمية، وربما بحركة مضادة للعولمة، اســتنادًا إلى عوامل يُمثّل الأمن الصحي والأمن البشري المحددات الأولى لها. إلى بروز قوة عظمى 19 على المستوى الجيوسياسي، لن تؤدي أزمة فيروس كوفيد- رائدة في اتباع سياســة أمنية جيدة، ويبدو أنه لن تخرج أي من الدول معافاة بشــكل مطلق من هذا المأزق العالمي. على المدى القصير على الأقل، ظهر انكفاء اللاعبين الدوليين على أنفسهم، وأصبحت السياسات الانعزالية أكثر رواجًا، فقد كشفت الأزمة نقاط ضعف العولمة، كما أنها ســتؤدي إلى إعادة التفكير في بعض أبرز ســماتها، مثــل: انتشــار الطيران والكثافة الحضريــة، والاعتماد على المعونــات والإمدادات 19 ). ويُمكن لأزمة كوفيد- 31 الدولية، والانتشار غير المنضبط للمعلومات الخاطئة( أن تُعزّز موقف أولئك الذين يرون في البلدان المتقدمة، والعولمة الاقتصادية، وتحرير التجارة والاستثمار، تهديدات غير مقبولة لسيادة دولتهم. وسرعان ما امتدت صدمة إلى الاقتصاد العالمي، مما أدى إلى انخفاضٍ كبير في النشاط الاقتصادي، 19 كوفيد- بسبب ممارسات التباعد الاجتماعي وعمليات الإغلاق التي تفرضها الحكومة والقيود )، فمث ً، شــهد العالم انخفاضًا في حركة التجارة 32 الأخرى على التنقل والحركة( في البضائع، لاســيما في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كما يبيّنه الشــكل .) 1 رقم (
Made with FlippingBook Online newsletter