العدد 11 – أغسطس/آب 2021

| 148

المحررين البشــريين للتعاطي مع هذه المعلومــات، أي إن المحررين الخوارزميين ). فقــد تبيّن إلى الآن أن 43 أُوجدوا ليبقوا، على الأقل لمســاعدة الذكاء البشــري( تطبيقــات الذكاء الاصطناعي في مجال العمل الصحافي أقل ارتكابًا للأخطاء مقارنة بالصحافيين البشريين؛ الأمر الذي يدفع المؤسسات الإعلامية إلى زيادة الاعتماد على .) 44 هذه التطبيقات مستقب ً( وثمة من يستشــرف مستقبل أتمتة الصحافة باســتخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي من خلال عمليتين: تفكيك المبادئ الأساســية للصحافة؛ وتقســيم العمل الصحافي إلــى صناعة المعلومات الفعلية، والعمليات الدقيقــة الهادفة للوصول إلى المصادر ). أي إن هناك ضرورة لتقســيم العمــل بين الصحافيين 45 المفتوحــة للمعلومــات( وتطبيقــات الذكاء الاصطناعي وصوً إلى صحافة أكثر فعالية في تقديم المعرفة في عصر يتسم بالإغراق المعرفي. إن التحــول المســتقبلي للصحافة نحو الاعتماد على تطبيقــات الذكاء الاصطناعي فــي إنتــاج المحتوى الإخباري رهين بتوافر مجموعة مــن المؤهلات التي قد تفتقر إليها العديد من المؤسسات الإعلامية. فالأمر ليس مقتصرًا على الموقف الأخلاقي مــن اســتبدال ذكاء الصحافي بــذكاء اصطناعي، أو بموقف من جــودة منتج الذكاء الاصطناعي، ولكن بصعوبة توافر الإمكانيات المالية والتقنية اللازمة لاقتناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في العمل الصحافي، أو بسوء فهم لما يمكن أن يقوم به الذكاء الاصطناعي في المجال الصحافي، فضً عن صعوبة الحصول على الإعلاميين المختصين في الذكاء الاصطناعي لدى مؤسسات إعلامية صغيرة لا تستطيع منافسة .) 46 المؤسسات الكبرى من حيث الإمكانيات المالية والبشرية( . الصحافة العربية والذكاء الاصطناعي 5 يختلف الحديث عن علاقة الصحافة العربية بالذكاء الاصطناعي مقارنة بنظيراتها في بيئات أخرى، بســبب الخصوصية السياسية والاجتماعية والإدارية التي تخلق عقبات جمة في طريق تطورها نحو الممارسة الإعلامية المتسمة بحرية التعبير وتقمّص دور الســلطة الرابعــة. فقد رأينا، ضمن تناولنا لتطبيقات الــذكاء الاصطناعي في المجال الصحافي، أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي تحصل على البيانات والمعلومات التي تستخدمها في كتابة القصص الإخبارية من المحتوى المتوافر عبر شبكة الويب بصفة

Made with FlippingBook Online newsletter