العدد 11 – أغسطس/آب 2021

| 150

اســتقطاب المؤسســات الإعلاميــة العربية للموارد البشــرية المختصــة في الذكاء الاصطناعــي وصحافــة الروبوت، حتى تطــوّر ما يلزمها من تطبيقــات متناغمة مع البيئة الصحافية وبيئة المســتخدمين. فالمجــال التداولي العربي له خصوصيات فيما يتعلق بإنتاج المعلومات واللغة المســتخدمة في ترميزها (حيث يصعب اســتخلاص المعلومة من الخطاب والأســلوب الســائدين)، والإحساس بلغة الأرقام وما تقتضيه من دقة ومباشرة. الاســتثمار في الذكاء الاصطناعــي الصحافي الذي ثَبَتَت مردوديتــه وربحيته الآنية والمســتقبلية، علمًا بأن هذا الاســتثمار يجب أن يكون ضمن شراكة بين المؤسسات الصحافية والمؤسسات الحكومية والخاصة. اهتمام مؤسســات التعليم والتدريب الإعلامي بضــرورة إدراج برامج أكاديمية تهتم بالذكاء الاصطناعي الصحافي ابتداء من زيادة جرعة مقررات تكنولوجيا المعلومات ورقمنة الممارســات الإعلامية (الصحافة الإلكترونية والوســائط المتعددة وصحافة البيانــات وصحافــة المحمــول) وصوً إلى المقــررات العملية فــي مجال الذكاء الاصطناعي الصحافي، وتأطير كل ذلك بالتعرّف على فلسفة التواصل الرقمي وفعاليته. إجراء البحوث المعمقة التي تتغيّا معرفة مدى اســتعداد البيئة العربية لتقبّل صحافة الذكاء الاصطناعي، وتدرس ســلبيات هذا النوع مــن الصحافة لتفاديها، مع التركيز على ضرورة تجنب إحلال الذكاء الاصطناعي محلّ الصحافيين، خاصة أن مختلف الظروف الراهنة تميل نحو تنفيرهم من العمل الصحافي بســبب الفوضى الإعلامية التي خلقها تعاطي المســتخدمين العرب مع شــبكات التواصــل الاجتماعي. وتفيد هذه البحوث في تزويد المختصين العرب في مجال الذكاء الاصطناعي بفهم عميق للخصوصية التداولية العربية التي تقتضي تطوير خوارزميات قادرة على التنقيب عن البيانات والمعلومات التي تصلح لكتابة قصص إخبارية صالحة للنشــر وفق معايير جودة إعلامية عالمية. خاتمة إن الحديــث عن مســتقبل صحافة الــذكاء الاصطناعي مرتبط بالفرضية التي تســير نحو التحول إلى مســلّمة مفادها أن صحافة المســتقبل تكمن في صحافة إلكترونية رقمية تتخذ من الويب، أو من تقنيات التواصل الرقمي الأكثر تطورًا في المســتقبل،

Made with FlippingBook Online newsletter