العدد 11 – أغسطس/آب 2021

| 226

وقف الصراع وحمل الأطراف المتنازعة على التفاوض يتطلب بقاء التوازن العسكري على ما هو عليه. لكن انتصار كروات البوسنة واستعادتهم لمنطقة كرايينا الحساسة، وإلى 1991 التي كان صرب البوســنة قد أعلنوها جمهورية صربية خاصة منذ العام حــدّ تحريرها من قبضة قوات صرب البوســنة، قلبَ موازيــن القوى وأعطى زخمًا جديدًا للدور الأميركي، كما أخرج فرنسا من دائرة الضوء والتأثير في القضية البوسنية وأعطى الفرصة لصانع القرار الأميركي لاستعادة دور الريادة وفرض قواعد اللعبة في ضوء المصالح الجيو-استراتيجية الأميركية في المنطقة ككل. مباشرة بعد تحرير منطقة كرايينا، أرسل الرئيس كلينتون مبعوثه الخاص، أنثوني لايك، إلى العواصم الفرنسية والبريطانية والروسية ليُعلم الحلفاء بقراراته لا لمشاورتهم، فقد قررت واشنطن حمل الأطراف المتحاربة في البوسنة على الاتفاق حول إنهاء الصراع المســلح، وهي المهمة التي أوكلت إلى الدبلوماســي الأميركي، ريتشارد هولبروك، مهندس اتفاق السلام في البوسنة، المعروف باتفاقية دايتون. . دايتون.. اتفاق هدنة وسلام وليس اتفاقًا لتأسيس دولة حقيقية 2 لا مراء في أن اتفاقية دايتون للسلام أوقفت أسوأ عدوان وإبادة جماعية على أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. فقد كان عدم قدرة الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين على الاتفاق على طرق لوقف القتل؛ أكبر فشــل عبر المحيط الأطلســي في العقود الســبعة الأخيرة. لكن، بالنظر إلى ســجل الحرب على البوسنة والهرسك 1995 المليء بالمآسي والكوارث، فإن السلام الذي تم التوصل إليه في دايتون عام نُظر إليه على أنه نجاح مذهل ومدهش. فمن وجهة نظر القدرة التفاوضية الفنية والهدف ذي الأولوية، المتمثل في إســكات الأسلحة، يمكن القول إن اتفاقية دايتون تعاملت مع الأوضاع في حينها بشكل جيد، الاتفاق الأمثل لكل " وكانت محاولة ناجحة لبلوغ الســ م على أســاس افتراض أن كان مستحيً في تلك المرحلة القصوى من الصراع. لذلك " طرف من أطراف الصراع كان الأمــر يتعلق بالوصول إلى نقطة توازن مثالي بين المواقف المتباينة والمخاوف الوجودية للأطراف، التي من شــأنها ضمان الاســتقرار الفوري والتقدم نحو السلام، في " تعزيز الســ م " إلى " بناء الســ م " حتى لو كان مؤقتًا، ليكون الانتقال من حالة فترة لاحقة. وكان التزام المجتمع الدولي بنشر مهمة عسكرية ذات مصداقية وحجم

Made with FlippingBook Online newsletter