227 |
ووســائل متناســبة مع الاحتياجات والتفويض المناسب؛ أمرًا حاسمًا على الأرض. وهكــذا تتالــت المهام الدولية والأوروبية لحفظ وتعزيز الســ م المنبثق عن دايتون ،) SFOR ( " قوة حفظ السلام " )، تلتها IFOR ( " القوات الدولية لحفظ السلام " بدءًا بـ .) EUFOR ( " قوات الاتحاد الأوروبي في البوسنة والهرسك " وأخيرًا اليوم، يبدو جليّا أن اتفاقية دايتون باتت ترتبط بفرض السلام بدرجة أكبر من ارتباطها بإصلاح الخلل الوظيفي الذي أصبحت عليه دولة البوســنة والهرســك. ويعود ذلك جزئيّا إلى أن الاتفاقية كانت هدنة أكثر منها تسوية سياسية شاملة ونهائية، فقد جمّدت مواقــعَ الأطراف المتحاربة (جمهورية صربســكا والاتحاد الفدرالي بين المســلمين والكروات) وكافأت الســيطرة على الأراضي على أســاس عرقي. ومنذ ذلك الحين، تلاعب القوميون الإثنيون، أو الكليبتوقراطيون، بالأحكام المضمّنة في اتفاقية دايتون لترسيخ سلطاتهم على حساب قدرة البلاد على البقاء. ) عبّر بشكل حصري عما أسماها 7 فالدستور الذي منحته الاتفاقية للبوسنة والهرسك( الشــعوب المكوّنة، وهي: الشــعب البوشناقي-المسلم والشعب الكرواتي " مصالح ؛ ولم يُعرّف ســيادة دولة البوســنة والهرسك بوصفها تعبيرًا عن " والشــعب الصربي رغبة وإرادة شــعبها أو مواطنيها حتى تكون ديمقراطية تمثيلية حقيقية؛ وهو ما أدى بالضرورة إلى التمييز العنصري واستثناء باقي الجماعات والشعوب التي تتوزع على إثنية أخرى، تمثّل بدورها رافدًا لشــعوب جمهورية البوســنة والهرســك، وفقًا 17 . 1991 للإحصاء السكاني للعام وبذلــك، يكــون تنظيم مجموع المؤسســات الحيوية للدولة قد بُني أساسًــا، تحت ضغــط مطالب القــوى القومية-الإثنية، على المعطَى العرقي كهدف أساســي لعمل دولة البوســنة والهرســك، بدً من أن تتضمّن ديباجته -كما هي حال دساتير الدول الديمقراطية المعاصرة- تعدادًا لحقوق المواطنين وبيانا لدور الدولة الديمقراطية في حماية حقوق ومصالح الأمة باعتبارها وحدة لا تتجزأ. في هذا الســياق، تجدر الإشــارة إلى أن جمهورية البوســنة والهرسك شاركت في مفاوضــات دايتــون وهي تمتلك أحــدث النظم الديمقراطية الحديثــة التي تتضمن هياكل الحكومة العادية المؤلّفة من مؤسســات الدولــة المركزية والبلديات الممثلة .) 8 لمختلف المناطق وممثليات الجماعات المحلية باعتبارها سلطات حكم محلي( وفي الواقع، فإنه كان لكل الجمهوريات في الاتحاد اليوغسلافي السابق نفس النظم
Made with FlippingBook Online newsletter