233 |
المواطنين البوسنيين الذين ينتمون إلى أعراق أخرى، بينما يتلقى الصحفيون الذين لا .) 15 يتمتعون بحماية قانونية كافية، تهديدات تهدّد وجودهم وتنتقص من مصداقيتهم( لم تقف الانقســامات العرقية عند النظام السياســي فقط، فالتعليم مجال آخر لا تزال فيه البلاد منقســمة بعمق، حيث تفتقر البوســنة والهرســك إلى منهج تعليم أساسي مشترك. ونتيجة لاتفاقية دايتون، أصبح التعليم خارج نطاق اختصاص الدولة، حيث يقــع تنفيذه بدً من ذلك في الكانتونات العشــرة التــي يهيمن عليها التوجه الإثني وريبوبليكا صربسكا، والنتيجة هي إقرار مناهج تعليمية مختلفة من قبل المجموعات العرقيــة، وهو ما يزيد من احتمالات فرض الانقســامات العرقية عن طريق التعليم، .) 16 وكانت النتيجة تسييس التعليم ومزيدا من انقسام المجتمع بين خطوط عرقية( أمــا الأخطر من ذلك، فهو أن المناهــج التعليمية الثلاثة المنفصلة تركز على إيذاء مجموعة معينة، وهو أمر يصعب على الدولة البوسنية السيطرة عليه عندما يتم اعتماد اثنين من المناهج الثلاثة (الصربية والكرواتية) من خارج حدودها. هذا بالإضافة إلى أن البوســنة والهرســك تعتمد نظامًا يتكون من مدرستين تحت سقف واحد، حيث يتم تقسيم المدارس، بل وفصولها أيضًا في بعض الأحيان، بين المجموعات الإثنية المختلفة، وعلى الأخص بين الكروات والبوشناق في المدارس المعتمدة داخل اتحاد البوســنة والهرســك، وهو ما يُعد خرقًا جســيمًا للحكم الصادر عن المحكمة العليا . 2014 لكيان الاتحاد عام . مخاوف جدية من الانزلاق نحو الانهيار والفوضى 5 حتى الآن غابت الإرادة السياســية الكافية، الداخلية والدولية على حد ســواء، لتغيير البنية الدســتورية الفوقية التي فرضتها اتفاقية دايتون على دولة البوســنة والهرسك، مما ســمح للانفصاليين باكتســاب نفوذ متزايد من خلال استغلال الثغرات القانونية الجوهرية في الاتفاقية وتفسير بنودها. فالولايــات المتحــدة، الفخورة بفرضها وقف الحرب وإبعاد البوســنة عن دائرة بؤر التوتر المشــتعلة في العالم، والتي تواجه تحديات دولية أخرى يتقدّمها وقف صعود الصين وكبح طموحات روسيا، فقَدَت أملها في استعادة أوروبا مسؤوليتها عن القضية البلقانية عمومًا، والمســألة البوســنية خصوصًا، حتى تتمكن واشــنطن من معالجة الأخطار العالمية الوشيكة. ومع ذلك، فإن القادة الأوروبيين لم يكونوا قادرين على تقييم الأوضاع بنفس المقاربة السياســية، وكانوا -مثل الأميركيين- يرون أن الوضع
Made with FlippingBook Online newsletter