العدد 11 – أغسطس/آب 2021

| 58

ونظرًا لتعدد وتنوع متغيرات ومســارات الدراســة، وأيضًا لما تتضمنه طبيعة موضوع البحث من تعقيدات وعلاقات ممتدة ومتشابكة تحتاج إلى أكثر من مدخل لتفكيكها، فإن هذه الدراسة ستستند بجانب المنهج الوصفي المقارن إلى مجموعة من المداخل، مثــل: المدخل التاريخي، من خلال اســتعراض الأحــداث التاريخية في الفترة التي ســبقت فترة الدراســة، وبالتالي اكتشاف طبيعة ونوعية وحدود المساحات الصراعية وتطورهــا بين البلدين، وكذلك مدخلي النخبة واتخــاذ القرار بما يُقدمانه من قراءة منهجيــة للكيفيــة التي يتم بها صنع واتخاذ القرار، كونه يتطرق إلى الدائرة الأهم في القيادة السياسية في كلا البلدين والمسؤولة عن اتخاذ القرارات وتوجيه السياسات الخارجية، وبذلك سوف يتخذ الباحث من هذا المدخل سبيً للوصول إلى الدوافع والأســباب والعوامل التي دفعت بالقيادة السياســية في أميركا إلى انتهاج سياســات متشددة تجاه طهران. . نظرة عامة حول تطور السلوك الأميركي المتضاد مع إيران 2 ، ضربــة موجعة للمصالح 1979 مثّــل صعــود الثيوقراطيين للحكم فــي إيران، عام الأميركيــة ليــس في طهــران فقط، وإنما فــي المنطقة بأكملها، بأن أخــلّ بالتوازن الاســتراتيجي لغير صالحها وجعلها تســتدعي -في غمرة حربها الباردة- سياســات لم تكن على أجندتها، كتدخلها مباشــرة لحماية مصالحها دون الاعتماد على قوى إقليمية، وهو ما انتشــرت على إثره قواعدها العســكرية في دول المنطقة، فضً عما أحدثــه صعودهم من تغير جذري في توصيف العلاقات بين البلدين، فمن التحالف الوثيق طوال فترة الشــاه الابن إلى الخصومة والصراع، فأصبح هناك أمران يحكمان نوعية وتطور سلوك الأميركي تجاه طهران: طبيعة ونوعية الوقائع والأحداث الحاصلة ومدى تأثيرها. - الأول: رؤى وتوجهــات الإدارات الأميركية المتعاقبة في كيفية إدارة الصراع مع - الثانــي: النظام الحاكم في إيران. وتُعد واقعة اقتحام الطلاب الإيرانيين للسفارة الأميركية، واحتجازهم لاثنين وخمسين من الأميركيين، أولى الوقائع المهمة في دلالاتها وتبعاتها على تطور السلوك الأميركي المتضاد مع طهران، والتي نتج عنها انقطاع للدبلوماسية المباشرة بين البلدين، والبدء في فرض العقوبات بمصادرة الأصول والأرصدة والحسابات المصرفية الإيرانية في

Made with FlippingBook Online newsletter