العدد 11 – أغسطس/آب 2021

| 60

قبــل الإدارات الأميركيــة المتعاقبة للتواصل مع النظــام الإيراني، لأنها قضت على مستقبل العديد من المسؤولين الأميركيين. ومع بلوغ فترة التسعينيات، حصل تطور كبير في الحالة الصراعية بين البلدين، التي نتج عنها نمو متصاعد ومتعدد الأوجه للسلوك الأميركي المتضاد مع إيران، وذلك مع بدء إرهاصات حول المساعي الإيرانية نحو الطاقة النووية وغيره من المواقف للنظام الإيراني غير المتسقة مع التوجهات والأهداف الأميركية في المنطقة، كموقف طهران .) 7 الرافض لعملية التسوية العربية-الإسرائيلية، واتهامها بدعم عمليات إرهابية عدة( فشــهدت هذه الحقبة المزيد من فرض العقوبات الأميركية ذات المغزى الاقتصادي والتجاري والعســكري، فكانت من جانب تختــص بالمعاملات التجارية بين أميركا وإيران. ومن جانب آخر، اتسعت لتشمل الشركات الأجنبية غير الأميركية التي تستثمر )، الذي حظر التعاملات النفطية بين 12957 فــي إيران، فصدر الأمــر التنفيذي رقم ( ) الذي حظر جميع المعاملات التجارية والمالية 12959 أميركا وإيران، والقرار رقم ( ،) ILSA ، والذي عُرِف بقانون داماتو ( 1995 )، وقانون احتواء إيران عام 8 مع طهران( وتبنّى فرض عقوبات على الشــركات الأجنبية المتعاملة مع كل من ليبيا وإيران في )، والذي قوبل 9 مجال النفط والغاز وتزيد اســتثماراتها على أربعيــن مليون دولار( برفض دولي واسع؛ فاعتبرته فرنسا حصارًا اقتصاديًا، وأكدت ألمانيا انتقادها للقانون وطالبــت بالحوار فضً عن إنهاء العقــود بهذه الطريقة، فيما أدانت القانونَ كل من الصيــن وكوريا الشــمالية وأكدتا بذل الجهود لزيــادة التبادل التجاري مع إيران، أما .) 10 روسيا فقد رفضت القانون واعتبرته شرطًا أميركيّا عليها( ناهيك عن قانون منع الانتشار الخاص بإيران، الذي قدمه النائب بنيامين جيلمان، في ، وعزّز بدوره الرقابة التشريعية على تهريب الأسلحة إلى إيران 1999 سبتمبر/أيلول مــن خلال إلزام الرئيس الأميركي بأن يُقدّم تقريرًا عن جميع الكيانات الأجنبية التي تنقل البضائع إلى إيران، ويمكن أن تســهم في تطوير الأســلحة النووية والبيولوجية .) 11 والكيميائية أو أنظمة الصواريخ الباليستية أو صواريخ كروز( ومــن الملاحــظ خلال هذه الحقبة، أن الســلوك الأميركي المتضــاد مع إيران وفي ســياق تناميه، هو تنوع مســاراته وانتقاله من حيز العقوبات على مستوى التعاملات التجارية بين أميركا وإيران إلى حيز العقوبات على مستوى الشركات الأجنبية الأخرى المتعاملة مع إيران، لاسيما في مجالات النفط، والتي لم تكن تروق للأطراف المؤثرة

Made with FlippingBook Online newsletter