75 |
% من عائــدات الخزانة الإيرانيــة، ورغم أنها كانت 80 التــي تمثل نحو " الإيرانيــة -بحســب الإدارة الأميركية- العقوبات الأقــوى على الإطلاق، والتي وصلت فعليّا إلى مساحات لم تصل إليها الإدارات الأميركية السابقة، ومع ذلك، لم تؤت ثمارها على النحو المستهدف، لأن مسار فرض العقوبات الاقتصادية على الدول، لا يحقق في الغالب أهدافه بالشكل الكامل، لاسيما في ظل غياب الإجماع أو التوافق الدولي علــى فرضها، وما تتضمنه غالبًا من مراعــاة لمنظومة الاقتصاد العالمي واحتياجات كياناته من السلع الضرورية كالنفط على وجه الخصوص، وهو ما راعته هذ الإدارة بتضمينها استثناءات لثماني دول، على رأسها الصين والهند وتركيا وكوريا الجنوبية، باعتبارها أكبر مستوردي النفط الخام الإيراني، ولكنها مع انتهاء مدة الاستثناء رفضت التمديــد، ومــع ذلك، ونظرًا لما تمثّله هذه الدول من مكانة على الســاحة الدولية، ومواقف بعضها الصراعية بخاصة الصين مع الولايات المتحدة، التي لا تكترث غالبًا )؛ لم تســتطع الأخيرة الوصول بأهدافها بتطبيق الحظر الصفري على 56 بالعقوبات( مليون برميل يوميّا في عام 2 . 5 الصــادرات الإيرانية من النفط، التي انخفضــت من ، ومن ثَــمّ ارتفعت إلى مليون ونصف المليون 2018 ، إلــى مليون برميل عام 2017 ، ولكن عادت وانخفضت بشكل كبير -بحسب المعلن 2019 برميل مع بدايات عام .) 57 ألف برميل( 500 - إلى نحو الـ ولكن في ظل حالة الغموض التي تكتنف تجارة النفط الإيرانية، وما ذكرناه أعلاه من عــدم اكتراث بعض الدول للعقوبات، وكذلك في ظل ما تمتلكه طهران من خبرات ممتدة في إيجاد أســواق غير مشــروعة لبيع النفط سرّا سواء عن طريق دول الجوار الجغرافي، أو العديد من الوســائل الأخرى كاســتخدام عمليات النقل من سفينة إلى أخرى مع إيقاف تشــغيل أجهزة الإرسال والاستقبال لتجنب الكشف عنها، وبالتالي تجنــب العقوبات الأميركيــة؛ هناك ترجيحات قوية بأن الإيرانيين اســتمروا في بيع النفط؛ إذ تشــير شــواهد وتقارير إعلامية إلى أن صادرات النفط الإيرانية الحقيقية أكثر بكثير من التقديرات المعروفة، وأن أغلبها يذهب إلى الصين بطريق غير مباشر سواء عبر ماليزيا أو إندونيسيا أو دول أخرى، فضً عن أن مؤشر انخفاض مبيعات النفط، يمكن وضعه ضمن إطار بدء طهران في إجراءاتها للتدابير الوقائية بالتخفيف من عجز مخزوناتها النفطية لاسيما أن الانخفاض كان قبل فرض العقوبات الأخيرة ويرتبط في الغالب بعوامل أخرى وتكتيكات وحسابات متعددة.
Made with FlippingBook Online newsletter