| 76
واللافــت للنظــر فيما يتعلق بهــدف التصفير للصادرات النفطيــة الإيرانية، أنه جاء متعارضًا مع هدف استراتيجي آخر ضمن الاستراتيجية الأميركية، وهو تقييد التدخل الإيرانــي في المنطقة؛ إذ أدت مســاعي العمل علــى تضاؤل عائدات النفط الإيراني إلى أن يُظهِر النظام الإيراني للإدارة الأميركية تكاليف الاســتمرار في اتباع سياسات )؛ فتعرضت على إثر ذلــك، ناقلات نفط للتخريب في ميناء 58 الضغــوط القصوى( الفجيــرة بالإمارات، واســتُهدفت كذلك ناقلتان في خليــج عُمان إحداهما نرويجية والأخرى ســنغافورية، وأسقطت إيران بصاروخ أرض-جو طائرة أميركية بدون طيار فوق مياه مضيق هرمز، مما كاد يؤدي إلى مواجهة عســكرية بين الجانبين، وكذلك استهداف إحدى الأذرع الإيرانية، وهي جماعة الحوثيين باليمن، لمنشأة الغاز التابعة لشــركة أرامكو في حقل الشيبة شرق الســعودية، وأخيرًا استهداف منشأتين نفطيتين تابعتين لأرامكو في مدينتي بقيق وخريص على الخليج العربي في منتصف سبتمبر/ . 2019 أيلول وبشــكل عام، أضعفت العقوبات الاقتصادية في مجملها الاقتصاد الإيراني؛ فوصل ، وهو مستوى لم يصل 2020 و 2019 % في عامي 41 . 2 حجم التضخم إلى ما نسبته الـ إليــه التضخــم في إيران منذ اندلاع الثورة الإيرانية، كما تســارع الركود الاقتصادي %، في حين حقق الناتج المحلي 7 . 6 وتقلص إجمالي الناتج المحلي الإجمالي إلى ،% - 6 % و - 8 )، وحصل انكماش حاد يتراوح ما بين 59 (% 1 . 1 غير النفطي نموًا بنسبة ؛) 60 وتراجعــت قيمة العملة بشــكل كبير وأخذت تنحصر الاســتثمارات الأجنبية( فانســحب العديد من الشــركات العالمية من الاستثمار في طهران؛ إذ يمكن القول: إن العقوبــات الأميركيــة نجحت بالفعل في إثارة مخاوف الشــركات الأوروبية من الانخراط أو اســتمرار وجودها في الســوق الإيراني؛ فانســحبت -مثاً لا حصرًا- شــركة توتال الفرنســية التي كانت قد انخرطت فور إعــ ن الاتفاق النووي ضمن ، الذي تم منح امتيازه إلى كونسورتيوم " بارس الجنوبي " صفقة ضخمة لتطوير حقل % لشركة البترول الوطنية 30 %، و 50 . 1 دولي تقوده شركة توتال الفرنسية بحصة تبلغ % لشركة بتروبارس الإيرانية. ولكن من ناحية أخرى، فإن 19 . 9 )، و CNPC الصينية ( اتفاق الكونســورتيوم لم يفقد ســريانه، وإنما استحوذت شركة النفط الوطنية الصينية ) على حصة الشــركة الفرنســية، وأصبحت تعمل كرئيســة للكونســورتيوم CNPC ( )، وبذلك كانت هذه العقوبات بمنزلة النقمة على الشــركات الأوروبية 61 النفطــي(
Made with FlippingBook Online newsletter