79 |
السابقة في كيفية استخدام ورقة النفط؛ فقد استهدفت هذه الإدارة تصفير الصادرات النفطيــة الإيرانية، وهو هدف لم يكن على أجندة أولويات الإدارات الســابقة، ربما لإداركهــا صعوبة الوصول إليه نظــرًا لمتطلبات واحتياجات الاقتصاد العالمي للنفط الإيراني، وبالتالي جسّد النفط الإيراني بالنسبة لغالبية الإدارات السابقة ورقة للمساومة والضغط المسؤول، إلا أن إدارة ترامب اعتقدت بإمكانية وصولها إلى هدف التصفير من دون النظر إلى اعتبارات الصالح العالمي أو الخبرات الإيرانية المتراكمة في كيفية الالتفاف على الأهداف الأميركية والتعاطي معها لتحقيق أقل الخسائر الممكنة، وهو ما نتج عنه إخفاق في تحقيق أهدافها بالتصفير. ج- تقييد إيران في مناطق نفوذها بهدف تقييد النشاط الإيراني ودحر تأثيره في مناطق نفوذها، سلكت الإدارة الأميركية عددًا من المسارات رغم تنوعها وشدتها وبلوغها مساحات لم تطأ بعضها الإدارات الأميركية الســابقة -كفرض عقوبات على مســؤولين إيرانيين بارزين كما ذكرنا آنفًا بخاصة على مســتوى المرشد الأعلى، وتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف قادة إيرانيين أو موالين لإيران من الصفوف الأولى، واستهداف برنامج إيران للصواريخ الباليستية، وتقليــص أدوار الحرس الثوري بتضمينه ضمن قائمة المنظمات الإرهابية- فإنها لم تســهم في تحقيق الأهداف الرئيسية للإدارة الأميركية فيما يتعلق بإجبار طهران على الجلوس على طاولة المفاوضات لتوقيع اتفاق نووي جديد أو تغيير السلوك الإيراني في المنطقة، الذي ربما تأثر أمام هذه الممارسات وتراجع في بعض مناطق نفوذها. فالجمهورية العراقية -على ســبيل المثال- أظهر مشــهدها العام تراجعًا إيرانيّا نسبيّا في توجيه العملية السياســية؛ دلّلت عليه النتائج البرلمانية التي أُجريت في مايو/أيار 54 بزعامة مقتدى الصدر بـ " ســائرون نحو الإصلاح " ؛ إذ فازت قائمة تحالف 2018 ائتلاف " مقعدًا، وقائمة 48 بقيادة هادي العامري بواقع " ائتلاف الفتح " مقعدًا، وقائمة مقعدًا، والأول والثالث يتبنّيان توجهات لا 42 بقيادة حيدر العبادي بواقــع " النصــر )، ودلّل عليه أيضًا اختيار 71 تتماهــى إلى حدّ ما مع المصالــح الإيرانية في العراق( مصطفــى الكاظمي، دون عدنان الزرفي المدعوم إيرانيّا، كرئيس للوزراء، في مايو/ ، الذي يتبنى أهدافًا أشبه بتلك التي تبناها حيدر العبادي، وتم بسببها دعم 2020 أيار إيــران لعادل عبد المهدي لرئاســة الحكومة بدً منه؛ حيث تتعلق بســيطرة الدولة
Made with FlippingBook Online newsletter