83 |
- ابتعاد إدارة ترامب عن العمل وفق سياقات التوافق الدولي ومراعاة مصالح الحلفاء والعمل المشترك، وذلك مقارنة بالإدارات السابقة كإدارة الرئيس بوش الأب، وإدارة أوباما، اللتين اعتمدتا التوافق الدولي والعمل المشــترك كوسيلة ناجعة لأجل تحقيق الأهــداف المراد الوصول إليها؛ فنجحت الأولى في تحويل الملف النووي الإيراني إلــى مجلــس الأمن وبدء فرض العقوبات الأممية، ونجحت الثانية في حشــد دول )، والوصول إلى ما كانت تستهدفه 1929 مجلس الأمن تجاه إيران بتمرير القرار رقم ( بتسوية الملف النووي الإيراني. - بلوغ هذه الإدارة لمســاحات لم تطأ بعضها الإدارات الأميركية الســابقة، ســواء بفرضها عقوبات طالت العديد من القطاعات الإيرانية وأهمها القطاع النفطي والمالي، أو تلك التي طالت رأس الدولة الإيرانية، المرشــد الأعلى آية الله علي خامنئي، أو بتنفيذ عمليات اغتيال مستهدفة قادة إيرانيين أو موالين لإيران من الصفوف الأولى. - صَعّبت هذه الإدارة، بسبب استراتيجيتها للضغوط القصوى تجاه طهران وسياستها الخارجية بشكل عام، من مهمة الرئيس، جو بايدن، التي يمكن وصفها بالمهمة ذات الصعوبــات المضاعفــة، وذلك بقدر حجم العقوبات التي فُرضت من جانب، وبقدر التغيرات التي حدثت على الساحة الدولية والإقليمية من جانب آخر. وعلــى الرغم مما مارســته هــذه الإدارة من ضغوط قاســية وضربها عرض الحائط بســياقات وقيم العمل داخل النظام الدولــي في طريقة تعاطيها مع الملف الإيراني، ووصولها إلى مساحات لم تصل إليها الإدارات السابقة، سواء فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية واتســاع قاعدتها لتنال العديدَ من القطاعات والمؤسسات والأفراد، أو ما يتعلق بمسارات تقييدها للنفوذ الإيراني في المنطقة من خلال تنفيذها عمليات اغتيال لقــادة إيرانييــن من الصفوف الأولى، فإنها ســجلت إخفاقًا في الوصول إلى الهدف الرئيــس المــراد الوصول إليها وهو جذب طهران إلى الجلوس مرة أخرى للتفاوض وتوقيع اتفاق جديد. المراجع السياســة الخارجية الإيرانية تجاه الولايات المتحدة الأميركية في الفترة من " ) أحمد النعيمي، 1 ( . 4 )، ص 2008 ، 36 ، مجلة العلوم السياسية (جامعة بغداد، العدد "2008 حتى 1979
Made with FlippingBook Online newsletter