صراع القوى الكبرى في الهندوباسيفيك

تفاهم، أو على اﻷقل تطوير منطلقات ملنع عوامل التباعد من التطور إﱃ بذور نزاع أو عسكرة للعالقات، ﻷهنا تدرك أن انزالق عالقاهتا مع الصني إﱃ تلك املرحلة اﳊرجة، سيكون له نتائج وخيمة هلندوابسيفيك عليها وعلى الصني وعلى منطقة ا برمتها. (املزيد من التفاصيل حول مظاهر وعوامل الصراع بني الصني ودول الرابعي اإلسرتاتيجي ﰲ العناصر املوالية من هذا الكتاب). ومن املفارقات أن دول الرابعي اإلسرتاتيجي الﱵ تشرتك ﰲ كل تلك العناصر التقاربية اﳉوهرية املذكورة، يكمن أكرب اختالفاهتا ﰲ تباين تعريفها ملنطقة اهلندوابسيفيك، من حيث مكوانهتا وامتداداهتا اﳉغرافية، وما ينجر عنها من اختالف ﰲ إدراكاهتا لبنية املنطقة اﳉيوبوليتيكية واﳉيواقتصادية، وهنا ميكن تقسيم دول الرابعي اإلسرتاتيجي من حيث تعريفاهتا املتبناة للمنطقة إﱃ قسمني، القسم اﻷول اللت ابن، يتضمن اهلند واليا ني تعتمدان تعريفا واسعا للمنطقة، يشمال حمليط اهلندي كله متو مبا ﰲ ذلك السواحل الشرقية للقارة اإلفريقية، تدان بتعريفهما شرق ا إﱃ غاية السواحل الغربية لألمريكتني، ﰲ حني تشرتك الوالايت املتحدة اﻷمريكية وأسرتاليا ﰲ تعريف أقل اتساعا للمنطقة، ميتد من السواحل الغربية للهند ﰲ احمليط اهلندي، إﱃ غاية السواحل الغربية للوالايت املتحدة اﻷمريكية ( 1 ) . ويعود جانب من هذا التباين ﰲ مدى اتساع تعريف اهلندوابسيفيك، إﱃ موقع القارة اإلفريقية ﰲ دائرة مصاحل كل طرف، فبينما بنت الياابن واهلند روابط كبرية مع إفريقيا، مع حضور ملحوظ هلما هناك ﰲ ﳐتلف املشاريع االقتصادية والتجارية، وحﱴ املصاحل اﻷمنية واإلسرتاتيجية، ﳒد أسرتاليا ضعيفة اﳊضور ﰲ تفاعالت القارة اإلفريقية، وتركز أكثر على أوقيانوسيا وجزر جنوب احمليط اهلادي، الﱵ تعد ﳎال نفوذها التقليدي، كما أن إمكاانت ومقدرات أسرتاليا وكوهنا قوة متوسطة ال تسمح هلا مبد ﳎال نفوذها وأتثريها أكثر من ذلك، أما الوالايت املتحدة اﻷمريكية ف رتكز على اجملال املمتد من غرب اهلند إﱃ سواحلها الغربية، نظرا إﱃ حيوية هذا النطاق الذي تنشط فيه الصني بشكل

1- Wada Haruko. Op. Cit. p. 16.

98

Made with FlippingBook Online newsletter