تتغلغل قضية اتيوان عميقا ﰲ الضمري اﳉمعي الصيﲏ، لتكون أكثر من ﳎرد مسألة خسارة كن ني املعاصرة جزيرة، تعترب صغرية مقارنة ﲝجم الرب الصيﲏ العمالق، بل يبدو أن كل إﳒازات الص مي توضع ﰲ كفة، و توضع استعادة اتيوان وضمها من جديد إﱃ ا لوطن اﻷم ﰲ ال كفة اﻷخ ر ى، وهذا ما يعكسه وجود تصور عام مشرتك بني الصينيني، مفاده أن هنضة اﻷمة الصينية سوف تكون من دون اتيوان، ولذلك ي نتشر معﲎ، ومن دون قيمة حقيقة، ﰲ حالة ما إذا فشلت ﰲ ﲢقيق الوحدة مع اقتناع ي مي هلدف القو فيد أبن سياسات الصني اإلقليمية والعاملية، ﳚب أن ﲣدم هذا ا ( 1 ) . إن عامل السيادة وﲢقيق الوحدة واحملافظة عليها، مبا ﰲ ذلك استعادة اتيوان، هو هاجس يتعدى الدوائر الرمسية الصينية إﱃ اﻷوساط املثقفة وعامة الشعب، فهذا "فانج شيان شينج" (Fang Ghian Ching) مدير قسم اﻷخبار الدولية ﰲ مؤسسة "جوامنج دايلـي للنشر"، يؤكد أن السالم والتنمية ميثالن هدفا أساسيا لدى ﳐططي السياسة اﳋارجية، أما اﻷولويـات فهي مشكلة اتيوان، وإعادهتا إﱃ الوطن اﻷم بصورة سليمة ( 2 ) . وال ينفصل موضوع استعادة اتيوان عن السعي اﻷكرب ﳓو بناء ا لنهضة املعاصرة لألمة الصينية، املرتبطة مرة أخرى ابلسيادة وبوحدة اﻷراضي، إهنا ﳏاولة إلعادة تشكيل الصني للتاريخ، واستعادة مكانتها الالئقة بوصفها حضارة وقوة عظمى، وكان هـذا هـو املوضوع الرئيسي ومصدر ني من شرعية اﳊزب الشيوعي، فمن حيث اﳉوهر ﳚب أن تناضل الـص أجل السيادة اإلقليمية، فتارﳜها وحجمها أوجدا لديها حاجة إﱃ ا لسيادة، وهو ما يصعب إنكاره ( 3 ) . وﲢتل اتيوان وحلم عودهتا لكيان الوطن اﻷم ﰲ الرب الصيﲏ، موقع الصدارة ﰲ ﳐتلف اﻷهداف الﱵ تنبﲏ عليها الواثئق القومية اإلسرتاتيجية الصينية مثل الكتاب اﻷبيض السنوي حول
1- Wang Jisi, China’s changing role in Asia, The Atlantic council of The United States, Asia programs, (Washington, January 2004). p. 1 2 - حسن أبو طالب، "رؤية من بكين: الصينيون والدور الخارجي لبالدهم"، السياسة الدولية، عدد 164 ، (القاهرة، مركز األهرام للدراسات السياسية واإلستراتيجية، إبريل/نيسان 2006 )، ص .227 3 - سونغ يوم آهن، "الصين كرقم واحد"، ترجمة عبد الهادي عبلة، مجلة الثقافة العالمية، السنة الحاد ية والعشرون، عدد 114 ، (الكويت، المجلس األعلى للثقافة والفنون واآلداب، سبتمبر/أيلول 2002 )، ص .130
111
Made with FlippingBook Online newsletter