صراع القوى الكبرى في الهندوباسيفيك

مصطلح "مأزق ملقا" (Mallaca Dillema) ، مثلما ورد ﰲ عدد من خطاابت الرئيس الصيﲏ اﻷسبق "هو جنتاو" ) (Hu Jintao ، الذي يعد أول من أطلق هذا املصطلح ﰲ أحد خطاابته سنة 2003 (1) . لذلك تسعى الصني إﱃ أتمني املضيق من أي ﳐاطر، وضمان استمرار تدفقات سلعها عربه، إذ يعد املضيق خط النقل البحري اﻷكثر حيوية ابلنسبة هلا من بني مجيع طرق الشحن اﻷخرى، نظرا لكون 80 % مت ربه، وﲝسب اإلحصائيات اﳊكومية الصينية فإن قرابة من وارداهتا النفطية ر ع 60 % من السفن الﱵ تعرب املضيق سنواي تتجه ﳓو الصني، وزايدة االرتباط مبضيق ملقا زادت من حساسية نقل الطاقة إﱃ ا لصني ، وهذه اﳊساسية تنبع من هتديدين رئيسيني، أوهلما مرتبط ﲞطر القرصنة واإلرهاب البحري، واثنيهما متعلق بسعي خصومها ومنافسيها مثل الياابن واهلند والوالايت املتحدة اﻷمريكية للسيطرة على هذا اﳋط البحري، وفرض حصار على الصادرات الصينية من السلع، ووارداهتا من اإلمدادات الطاقية (2) ، فاملضيق يشكّل أول نقطة اشتباك متقدمة ﰲ التنافس اإلسرتاتيجي املتصاعد بني الصني من جهة، والوالايت املتحدة وحلفائها ﰲ شرق آسيا من جهة أخرى، اﻷمر الذي يضع ضغوطا كبرية على الدول الواقعة على طرﰲ املضيق من قبل الدولتني (3) . يعكس هذا املأزق ﲣوف الصني من أن أي إغالق ملضيق ملقا ، أو غريه من خطوط املواصالت البحرية ﰲ جنوب شرق آسيا، سيجعلها تعاﱐ من اضطراب حاد ﰲ انقطاع اإلمدادات النفطية، وشحنات السلع التجارية، ﻷن غالبية وارداهتا الطاقيّ ة ملصدرة إﱃ ا وسلعها ا ﳋارج متر عرب هذا املضيق، وهذا ما سيعيق مسرية منوها االقتصادي، الذي تعول عليه لكسب شرعيتها من جهة، وﲢقيق طموحاهتا ﻷن تصبح قوة ملية كربى مستقب عا ال ني أن أي من جهة أخرى، وﲣشى الص إغالق للمضيق بسبب عمل إرهايب، أو اندالع حرب ﰲ املنطقة بسبب مسألة اتيوان، أو النزاعات ﰲ ﲝر الصني اﳉنويب، أو الصراع على النفوذ ﰲ آسيا، سيخلق حساسية كبرية ومأزقا هلا، ﰲ حالة استمرار افتقادها

1- TariqueNiazi. Op. Cit. p. 107. 2- Xuegang Zhang,“Southeast Asia and Energy: Gateway to Stability”, China Security,Vol 3, No 2, (spring 2007).p. 19. 3 - علي حسين باكير، "تحوالت الطاقة وجيوبوليتيك الممرات البحرية: "ملقا نموذجًا"، مرجع سابق.

127

Made with FlippingBook Online newsletter