صراع القوى الكبرى في الهندوباسيفيك

جوهر فكرة الياابن حول هذه املبادرة ﰲ "الوالايت املتحدة داخال، الصني خارجا، أسرتاليا واهلند ودول اآلسيان عاليا"، فالياابن تسعى إلبقاء النفوذ اﻷمريكي ﰲ املنطقة، فتحقيق أمنها ورفاهيتها االقتصادية وﲢالفها مع الوالايت املتحدة يشكل ﳏور اإلسرتاتيجية الياابنية، ﰲ حين رتى ﰲ الصني فاعال متحداي للنظام الدوﱄ القائم، ما دامت تزيد من سياساهتا العدائية ﰲ ﲝ ار املنطقة، وترفع من نفوذها السياسي واالقتصادي هناك. وترى طوكيو أنه من اﳊيوي ابلنسبة هلا تقوية عالقاهتا مع الدول الﱵ تشرتك معهاﰲ نفس القيم والتصورات مثل اهلند وأسرتاليا ودول اآلسيان، و تعزيز ما ميكن أن تقوم به تلك القوى ﳎتمعة من دور ﰲ تقييد ﲢركات وطموح ات القوة الصينية ﰲ املنطقة، وتدعيم الدور والنفوذ اﻷمريكيني ابملقابل ( 1 ) . وإذا كان "آيب" الصاحب اﻷصلي لفكرة اهلندوابسيفيك اﳊرة واملفتوحة، فإن الفضل ﰲ شهرة الفكرة وانتشارها وتبنيها دوليا، يعود إﱃ الرئيس اﻷمريكي اﻷسبق "دوانلد ترامب"، الذي كان وصوله إﱃ ا لبيت اﻷبيض، إيذاان بتصاعد أولوية املنطقة ﰲ العقيدة اإلسرتاتيجية اﻷمريكية، كما صرحبه وزير خارجيته "مايك بومبيو" حني قال : "لقد جعل الرئيس ترامب اﳔراط الوالايت املتحدة ﰲ منطقة ايت إدارته ".و قد اهلندوابسيفيك على قمة أولو عادت اإلدارة اﻷمريكية إﱃ التاريخ لتأكيد ارتباطها القدمي ابملنطقة، حيث جاء ﰲ مستهل تقرير كتابة الدولة اﻷمريكية املعنون بـ"اهلندوابسيفيك اﳊرة واملفتوحة: تطوير رؤية مشرتكة" أن "الوالايت املتحدة كانت وستبقى دوما دولة من منطقة اهلندوابسيفيك، منذ أول سفينة ﲡارية لنا انطلقت ﳓو "كانتون" بعد الثورة اﻷمريكية بقليل، وصوال إﱃ تنصيب أول قنصل لنا ﰲ مدينة "كالكوات" سنة 1794 ، واﳔراط الوالايت املتحدة ﰲ املنطقة هو قصة ﲡارة وتبادل وتضحيات مشرتكة ومصاحل متبادلة" (2) . و ل إبرساء "دوانلد ترامب" تُرمجت هذه اﻷولوية تصور جديد للهندوابسيفيك، ضمن ما عرف مببادرته سنة 2017 إلنشاء "منطقة هندوابسيفيك حرة ومفتوحة" ميكن ، حيث -ﲝسب

1- Kei Koga. Op. Cit. p. 20. 2- A free and Open Indo- Pacific: Advancing a shared vision, Report of the The department of state of the U.S.A, (Washington D.C, November 4, 2019). p. p. 4, 5.

146

Made with FlippingBook Online newsletter