وهو ما يزعزع ثقة تلك الدول ﰲ قدرة الوالايت املتحدة على أن تكون قاطرة التنمية واالنفتاح ﰲ املنطقة، خصوصا ﰲ عهد "ترامب" وما عرفه من انغالق، ومعارضة للسياسات الليربالية، ملوقف السليب من عدة ﰲ مقابل تشجيع اﳊمائية الوطنية، وتغليب مصاحل االقتصاد اﻷمريكي، وا مبادرات واتفاقيات متعددة اﻷطراف، مل تتوقف فقط عند اتفاقية الشراكة ﰲ احمليط اهلادي، بل تعدهتا إﱃ االتفاق عرب اﻷطلسي للتجارة واالستثمار (TTIP) ، ﲝجة تعارضه مع املصاحل االقتصادية اﻷمريكية، وأتثريه السل في يب الصناعة والعمال اﻷمريكيني. مت اعتبار هذ ه السياسات متعارضة مع مبادئ ومنطلقات فكرة اهلندوابسيفيك اﳊرة ملنطقة، و أ ا واملفتوحة، ومضرة ابملصداقية اﻷمريكية لدى حلفائها ﰲ ا هن ال أتخذ بعني االعتبار املخاطر أ النفتاح واﳊرية التجارية الﱵ جاء هبا "ابراك الﱵ واجهتها دول املنطقة بتبنيها لفكرة ا اب و ما" سابقا، ورأت الياابن مثال أن ذلك االنسحاب اﻷمريكي يعد نكسة عطلت إسرتاتيجيتها اﳋاصة اﲡاه الصني، وﰲ اﳉهة املقابلة كانت الصني سعيدة بذلك القرار، الذي سيمكنها من فرض معايريها وتصوراهتا االقتصادية والتجارية ﰲ املنطقة، عرب اتفاقيات ﲡارة حرة جديدة مثل اتفاقية الشراكة االقتصادية اإلقليمية الشاملة، وهو ما حدا إﱃ رباء بعدد من اﳋ اعتبار االلتزامات واملوارد اﻷمريكية املخصصة لتحقيق أهداف إسرتاتيجي ة الوالايت املتحدة ﰲ اهلندوابسيفيك غري كافية ﳊد اآلن ( 1 ) . وﰲ سعي لتدارك اﻷمر، جاء الحقا تبﲏ إدارة "ترامب"، لفكرة اهلندوابسيفيك اﳊرة واملفتوحة، ولعدة مبادرات من ضمنها متويل املشاريع املختلفة ﰲ املنطقة، وتعزيز التعاون والتبادالت تراه الستثمار، وفق ما التجارية وا تصورا ﳜدم املصاحل االقتصادية اﻷمريكية، على عكس االتفاقيات ابالقتصاد اﻷمريكي. اﻷخرى مثل الشراكة ﰲ احمليط اهلادي الﱵ كانت تضر وأييت ضمن ذلك، تبﲏ "مبادرة عمل ضمان آسيا"، و"شبكة النقطة الزرقاء"، واﻷهم أتسيس وكالة جديدة ﲢت مسمى "املؤسسة الدولية لتطوير التمويل" (DFC) ، بديال عن "مؤسسة االستثما ر اﳋاص في ما وراء البحار" (OPIC) ، و إب يعهد إﱃ مؤسسة تطوير التمويل يصال املساعدات
1- Jeanne Milot-Poulin, Rachel Sarfati and Jonathan Paquin. Op. Cit. p. 3.
154
Made with FlippingBook Online newsletter